السودان .. الغني الفقير

3
السودان .. الغني الفقير

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com

السودان .. الغني الفقير

* بقدر ما تعيد البصر كرات ومرات ما بين ثروات السودان الكثيرة والضخمة وواقعه المزري توقن تماماً بأن الغنى أحياناً قد يكون هو السبب والأول والأخير للفقر.
* بتوضيح أكثر هل يا ترى إذا كان هذا البلد فقيراً من الموارد واستناداً على أن الحاجة أم الاختراع فهل كان سيتبدل حاله للأفضل ويصير فقره منصة انطلاق إلى عوالم الغنى.
* وذلك تأسياً ببعض الدول الفقيرة والتي لا تملك أية موارد تذكر مقارنةً به لكنها عبر التفكير والتخطيط الاستراتيجيين والإدارات السليمة تجاوزت أوضاعها السيئة إلى مراتب النماء والإزدهار.
* وكنماذج لها فهناك دول تزرع بالنحت على صخور رؤوس الجبال ومن ثروات حيوانية قليلة جداً لكن منهما تصدر لجل العالم طعامه وغذاءه ولحومه وألبانه وأجبانه و… و…
* لتجني في المقابل أموالاً طائلة تحرص على تصريفها بصورة عادلة جداً متبعة فقه أولويات الأهم والمهم والأكثر أهمية فتنقل بها مواطنيها من موت المعاناة والبؤس والضنك إلى حياة الراحة والدعة والرفاهية.
* أو دول أخرى تعتمد فقط على تحويلات المهاجرين المالية في نهضة اقتصادها وفق منفعة متبادلة بإعانتهم للدولة في تصريف شؤونها بينما هي تقدم لهم كافة التسهيلات الاستثمارية في كل الخدمات.
* لكن التطبيق لهذه الأمثلة الناجحة السابقة في السودان هو بالمقلوب فمثلاً في الزراعة لا تكفي لسد حاجة غالب قوت أهل البلد فتستورد القمح من أجل سد ضرورة لقمة الخبز.
* أما ما يخص صادر الثروة الحيوانية الحية فهي رخيصة خارجياً وغالية داخلياً لتباع هنا بأسعار لا تطاق هذا فضلاً عن إهدار ميزات أرباح الاستفادة من جلودها وأصوافها و… و…
* أما حال المغتربين عنه وبالرغم من أنه من أكثر البلدان التي يهاجر أبناؤها لكل أصقاع الدنيا المختلفة -فيمثلون إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس- ويلتحق أغلبهم بوظائف مرموقة.
* إلا أن محصلة دعمهم للخزينة العامة ككل غير ذات أثر ملموس والسبب سياسات الدولة المجحفة بحقهم فهي لا توفر لهم أية خدمات مغرية وجاذبة هذا إن لم تأكل أموالهم بالباطل بممارسات صارت معروفة أشكالاً ومكاناً.
* وبالنظر إلى موارد أخرى كالذهب فالمستفيد الأكبر منه تجده جيوب خاصة وقبلها الدول التي يهرب إليها عبر المطار الواحد بصورة رسمية وغير رسمية وبما أنه لا يزيّن اقتصاد بيتنا فهو قطع شك محرم على الجيران.
* أما نفطه وما أدراك ما نفطه وإن أنتج محلياً واحتياطاته كبيرة لكنا مازلنا نهلل فرحاً يستوي في ذلك وزرائنا وإعلامنا و”مزارعينا” و”سائقينا” حال وصول سفن لميناء بورتسودان حمولاتها من الوقود تكفي فقط لثلاثة أشهر قادمة.
* مما يجعلنا نتساءل وإذا استبعدنا الاستقلال الأول “المهدوي” فهل منذ الاستقلال الثاني “الأزهري” وحكومته صاحبة الديمقراطية الأولى وكل الحكومات التالية لها مجرد يتامى وعفواً للكلمة ومن السفهاء الذين لا يحسنون التصرف في إدارة أموال البلد.
* لتقوم على تصريف أموره -بطريقة غير واضحة وغير مباشرة- الدول والمنظمات الخارجية والتي تأكل أمواله بمعروف أو بغير معروف -والأخيرة هي الأرجح- بالرغم من وصوله لمرحلة النضج الكامل بعمر يصل لــ (63) عاماً.
* فحتى متى تأتينا حكومة داخلية راشدة تأخذ هذه الحقوق والموارد وتصرفها في أوجهها المطلوبة والواجبة من غير تقصير أو تأخير بتقديم المصالح العامة على الخاصة ولا تبتغي في ذلك جزاء ولا شكوراً.
* لتنطلق بنا إلى مراقي التقدم والتطور التي تأخرنا عنها كثيراً ولا عزاء لنا حينها إلا عبارة المواساة (لئن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي على الإطلاق). سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

3 thoughts on “السودان .. الغني الفقير

  1. للاسف هذ هو حال السودان منذ استقلالها رغم الموارد التي حباه بها الله سبحانه وتعالى الا ان الشعب لم بستفد منها

    1. وكما تفضلت أخي دكتور طلحة لدينا كثافة في الموارد وسوء استغلال في إداراتها وهذا البلد لو لم يكن سنامه كبيرًا ومواطنه زاهدًا يكفيه القليل لسقط في هاويات المجاعة التي يدفعونها إليها دفعا لكن تظل تحرسه الكثير من القيم القيمة والفاضلة والنبيلة.
      وتقبل تحياتي وتقديري
      هذا والله نسأله إصلاح الحال والأحوال
      آمين يارب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!