فكرة بقرشين

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com

فـكـــرة بقــرشيـــن

# أحدهم وبصوتٍ عالٍ –طابعه الإلحاح الكبير وفي أحد الأسواق- يصيح مرددًا: (فكرة بقرشين، فكرة بقرشين)
# والمارة لا يلتفتون إليه ولا يهتمون به كثيرًا لكن أحد التجار وبداعي التخلص من هذا الإزعاج وقبله فضول المعرفة.
# أشار إليه بالمجيئ وقبل وصوله إليه عاجله قائلًا: (“أهـا يا زول هاك” القرشين ديل وقول “لينا” فكرتك “شنو”.
# ليجيبه صاحب الفكرة المباعة -وبكل الجدية- بعد ضمانه لسماع استقرار قرشي الحديد في آخر جُب جيبه.
# بل بكل عبقرية الاكتشاف الخطير والمهم قالها: (عندما تستخدم الإبرة للخياطة ما تنسى تعقد الخيط من “ورا”).
# فيا ترى كم عدد الأشخاص من زمن القرش والآن وفي المستقبل الذين تباع لهم فكرة لا تفكير فيها بل تذكير فقط.
# لأن ما طرحته الفكرة بداهةً هو من المعلوم بالضرورة ولا يحتاج إلى بذل كبير أو صغير عناء للتفكير أو للاجتهاد.
# ومع المراعاة لفارق العملات ما بين اليوم والأمس زمن القرش “بخيرو” خاصة في ظل جنيهنا المتدهور حاليًا.
# فأمثال ذلكم الرجل المدعي للأفكار إن وجد فيا ترى كم سيكون ثمن فكرته اليوم عفوًا أقصد ثمن تذكيره اليوم.
# ومع كل ذلك فإننا نقدمها نفسها بدون قرش أو قرشين حتى وإنما مجانًا ولكل قادة البلاد سواءً اعتبروها فكرة أو تذكرة.
# أنه ومن هنا “ولي قدام” عندما تقومون بالاستدانة من أجل الخياطة التجميلية لاقتصاد بلدنا “المشرط” و”المفتق” و “المرقع”.
# لا تنسوا وفي آخر طلباتكم لتلكم المساعدات أن تحكموا فيها وبشدة عُقدة وربطة لا لارتهان البلد ككل وفي أي مجال كان.
# ونأمل هنا التزام الجميع فالأمر للتنويه -كما أسلفنا- ولا يحتاج لذرة إعادة التفكير كرتين حال المساومة بسيادة الوطن.
# فكما نردد تجوع الحرة ولا تأكل بثديها فكذلك يجوع أبناء وبنات الوطن الحر العاتي الخيّر ولا يأكلون ببيع أراضيه.
# فيا حكامنا لا لتفكير دائم في الاستدانة أملين بالابتعاد فيها عن بعض مفاهيمنا الخاطئة (بالدين نسّوي الزين)
# حتى وإن اضطررنا لها فلتكن من أجل إرساء البدايات الحقيقية والجادة في كافة مجالات الإنتاج آخذين السنارة وتاركين السمكة.
# لنفارق كدولة في ديوننا سياسة وضع طاقية “دا” فوق رأس “دا” اقتداء بالمقالة الواعية (الدَين ما بحلّوه بالدَين).
# فلا لأخذ الديون “التجسيرية” فهي جسور و”كباري” مؤقتة ولا تجدي حلًا مثلها ومثل الطواقي المتبادلة فوق الرؤوس والمذكورة سابقًا.
# فمثلًا قبل فترة قصيرة “شلنا” ملايين الدولارات “المتلتلة” من أمريكا ولا تمسكها حسابات بنوكنا بل تذهب مباشرة لحلحلة ديوننا ببنك التنمية الأفريقي.
# أيضًا “نشيل” المبالغ نفسها وأكبر منها من فرنسا لتسديد متأخرات أموال يطلبها منا صندوق النقد والبنك الدوليين.
# إذًا فتدهورنا الاقتصادي والذي نحن فيه منذ الاستقلال هو بسبب فوائد ديون الربا المتراكمة والماحقة للبركة.
# حتى الديون المأخوذة بدون فوائد من بعض الدول الإسلامية ظلت مسجلة علينا في كراستها ولم نستطع شطبها.
# فهل لأننا نأخذها منها وليس في النية إعادتها لذا لم نوفق في حلحلتها والتخلص منها مجدولة كانت أم غير مجدولة.
# فيا أيها الحكام والمسؤولون فكل هذه الديون ساهمت في لي ذراعنا بارتهان سيادتنا وقراراتنا وذلنا بين العالمين..
# أخيرًا فإذا سحبت الخيط كاملًا من الثوب عند إصلاحه ولم تكن تعقد آخره فستكون محصلات وقتك وجهدك وتعبك كلها صفرية.
# فكذلك الحال نفسه إذا ما خاطت الدولة اقتصادها بديون الآخرين وبدون أن تربطها في آخرها بعقدة الابتعاد عن سيادتها.
# وقتها ستضيع كل جهودها الاقتصادية والأدهى والأمر أنه سوف يباع الوطن هدرًا في مزادات العمالة والهوان والضياع و… و…
# ولتقتدوا هنا بالرئيس النميري ولموقف مالي مع الرئيس القذافي يمس السيادة طلب من مواطنيه جمع قرش الكرامة فكان الحل بعزة وطنية ومن الجميع.
# فكذلك الناس في بلدي ما زالوا مستعدون حتى الآن لدفع الملايين بل المليارات من جنيهات الكرامة حتى لا يزايد أحد علينا في أرضنا وسيادتنا وقراراتنا.
هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

4 thoughts on “فكرة بقرشين

    1. تسلم كثير أخي دكتور عزام
      وممتن جدًا للمتابعة والتقييم الجميل
      وبإذن الله نتفاءل خيرًا وسنجده وذلك بعد هذه الحرب والتي نأمل أن تكون نهايتها قريبة أن يفهم ويتعظ (القوم السودانيين).
      وهذا وبالله التوفيق
      وتقبل وافر شكري وتقديري

      1. تسلم كثير أخي أ. فاروق
        ويشرفني جدًا متابعتكم
        وممنون لكم بتقييمكم الجميل
        كن دومًا بكل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!