سياسيو .. تضييق الواسع وتوسيع الضيق

3
سياسيو .. تضييق الواسع وتوسيع الضيق

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com

سياسيو.. تضييق الواسع وتوسيع الضيق

# في هذا الوطن ولانتهاجنا دومًا لسياسات خاطئة لا تعرف على الإطلاق المراعاة للمصالح العامة الواسعة وإنما تقوم على التلون لحساب المصالح الخاصة الضيقة.
# مع التنويه إلى أن تلك السياسات الخاطئة لا تستثني فيه أي جانب من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و… و… والأمثلة المريرة فيها كثيرة.
# بدءًا فلقد ضيقنا واسعًا بإضاعتنا لجزء غالٍ من وطننا الحبيب وصار دولة قائمة بذاتها وإن حملت تفاؤلًا بحلم الوحدة اسمًا اتجاه الجنوب مع الاحتفاظ باسم الوطن.
# لكن معطيات الانفصال تقول بأن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد وبلا وعي منا وتنفيذًا لمخططات عالمية فإنا في الطريق لإضاعة أربعة أجزاء أخرى عزيزة وغالية.
# وذلك بإذكائنا – سياسيًا- لنيران العنصرية والقبلية والمناطقية لتختفي قيم التربية الوطنية السامية (كل أجزائه لنا وطن) ولتحل محلها للأسف (فقط جزئي وطني).
# وللأسف هذا التضييق للواسع غير متواصل فقط في نزف أراضينا بل إنه مستمر حتى في مواردنا الظاهرة والباطنة والكبيرة والكثيرة والتي نفقدها لأسباب عديدة.
# أولها ولسوء الإدارة للمتاح منها ما بين أيدينا يجعل الآخرين يستفيدون منها أكثر منا إذ لا نحسن فيها دومًا ولو فريضتي (أن تطعمنا من جوع وأن تؤمنّا من خوف).
# كذلك ولعدم التخطيط الاستراتيجي بمراعاة مستقبل البلد وأبنائه فإنا لا نضيع فرصة الاكتفاء منها حاليُا بل إنا وبكل الظلم نضيع حقوق وفرص الأجيال القادمة.
# أيضًا وبمقابل التضييق للواسع والتي نجيدها بكل مهارة وإتقان في الجانب السلبي منها -كما اتضح سابقًا- فإنا وبذات الجانب السيئ نعمل على توسيع الضيق.
# فبالله عليكم أي دولة تعمل على التوسيع في الأحزاب والجيوش والحركات المسلحة مثلنا والتي يجب أن تكون جميعها قومية وضيقة النطاق ومحصورة بقوانين صارمة.
# أيضًا فمن مثلنا يسمح بهجرة الأجانب لهذا البلد بصورة شرعية وغير شرعية إذ لا قوانين تنظم وجودهم ولا خروجهم؛ حتى ضاقت علينا أرض الوطن بما رحبت.
# والأمثلة في هذين الجانبين السيئين أكثر من أن تحصى وبلا شك فكل من يقرأ كلماتي تلك فلديه فيهما من الأمثلة ما تنوء جبال من الأوراق عن حملها وعن رصدها.
# إذًا فالأمر في كليهما ومن الجميع يحتاج -وبشدة عاجلة لا آجلة- لأن تكون المراعاة للمصالح العامة لا الخاصة بالحزم في محل الحزم واللين في محل اللين.
# وذلك بالسلوك والاقتداء بمنهج الوسطية الراشدة والمعتدلة غير المتخذة لسبيل “الفقطية” فقط في كل ألسنة الأقوال وأيادي الأفعال إما قويًا فتكسر وإما لينًا فتعصر.
# أخيرًا ما لم نجيد الجوانب الإيجابية في الاثنين معًا تضييق الواسع وتوسيع الضيق فلن نتقدم ببلدنا هذا خطوة للإمام نحو القمة التي نرجوه أن يعتليها ويبقى فيها.
هذا وبالله التوفيق. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

3 thoughts on “سياسيو .. تضييق الواسع وتوسيع الضيق

  1. أدناه تعليق أستاذنا الجليل د. مكي محمد
    صدقت فيما جاد به قلمكم دكتور معتز .مشكلتنا في السودان تقديم الذات على الصالح العام واقصاء شريك الوطن بحجة انا وطني اكثر وطنية منه وهو عميل ومأجور .ثم اذا حانت الفرصة للمتهم بقلة الوطنية أقصى الشريك الاخر بحجج كثيرة .فهنا يضيق الواسع .ويقول الحق عز وجل في محكم التنزيل . قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ويقول ايضا.كلما دخلت أمة لعنتها اختها. نسأل الهداية لساسة السودان. ولولا الإيمان بالله وان قلب العبد بين اصابع الرحمن يقلبه كيف اشاء لحل علينا الياس من هداية هؤلاء القوم من سوء صنائعهم وما عملوه في الوطن الذي كاد ان يضيع وهو الآن على وشك الضياع وليس هناك رجل رشيد.

    1. استاذي المفضال د. مكي
      في حضرة تعليقكم هذا يطيب لكلماتي الجلوس أمامه وبكامل التهذيب .
      كن دومًا بكل خير

  2. نفضل دائما نتحسر ونندم حيث لا ينفع الندم
    بسبب سياساتنا الخاطئة وادراتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!