الغناء في المساجد
بسم الله الرحمن الرحيم
جديـر بالذكر
د. معتـز صديـق الحسـن
Mutsdal55@gmail.com
الغنـــاء فـي المساجــــد
* شهدت الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار امتلاك الهواتف الجوالة بصورة كبيرة وصلت إلي مرحلة حد الإسراف، فصار الشخص يحمل أكثر من جهازي ” موبايل ، وفي مرحلة أكثر تطوراً لاختزال هذا التبذير -من قبل شركات التصنيع- وبطريقة تحايل غير مكشوفة أغرت الفرد بأن تكون لديه شريحتان أو ثلاثة في جهاز واحد.
* وكل هذا يعني بحساب النغمات أن لم يعد لهذا الشخص نغمة واحدة أو نغمتان بل ثلاثة نغمات [فعالة] ومزعجة، وأم المصائب أن الإزعاج الأكبر لهذه النغمات يظهر بوضوح عندما تكون في المسجد والمصلون في أثناء قيامهم، وركوعهم، وسجودهم يبدأ عزف النغمات في “كورال” جماعي وبصوت عال.
* فتارة يشق صماخ أذنيك أغاني ومدائح [سودانية] بتصنيفيهما الشعبي منهما والحديث، وتارة أخري تستمع لأغاني عربية وأخري خليجية، انتقالاً إلي أغاني الغرب ذاته وبموسيقي “رابه” الصاخبة ووصولاً إلي أصوات الطيور والحيوانات و.. و .. فـ [تتعدد الرنّات والإزعاج واحد].
* ليتشاغل المتصل عليه ومن قبله المصلون؛ أن متى يتمكن من إدخال يده في جيبه لـ [كتم] هاتفه وإيقاف هذا الإزعاج والتشويش لكن الغريب في الأمر كله إصرار الطرف الآخر علي إعادة الاتصال؛ بل بالأحرى إعادة ارتكاب جناية تشغيل الغناء في المسجد ولمرات عديدة -سواءً بعلم أو بغير علم منه- بالرغم من القطع العنيف لاتصاله كأنه من شر الوسواس الخناس الذي يستعاذ منه.
* هنا يتبادر سؤال لماذا من بين كل هذه النغمات لا يصل إليك ولو لمرة واحدة ولو علي سبيل المصادفة صوت مقرئ للقران، أو أدعية دينية مختارة ؟ هذا السؤال لا يعني البتة أنها لا تشوش علي المصلين فإذا كانت هي كذلك فكيف بحال الأغاني وما شابهها؟
* هنا تتأكد تماماً أنه لم تجد نفعاً كل لافتاتنا التحذيرية المكتوبة والمعلقة في مداخل و منابر المساجد، والتي تطالع فيها بإجماع لا خلاف فيه وأن اختلفت العبارات: (رجاءً أغلق الموبايل) لمعرفتنا بأن تلك النغمات -الغنائية وغير الغنائية- ضارة بالخشوع والإخلاص، ولا أحد يلتزم بذلك.
* والشيء بالشيء يذكر عدم الالتزام بهذا الإغلاق وتعاطينا باستمرار لمثل هذا الاستماع؛ ذكرني بتحذير وزارات الصحة المكتوب علي صناديق السجائر بان التدخين ضار بالصحة لتقرأ العبارة بتلذذ وسط سحابات دخان المدخنين، وقبل كل ذلك نسأل السؤال المهم والخطير سواء التزمت بالإغلاق أم لا فما الداعي للتسابق والإصرار وبذل المال، والوقت، والجهد أصلاً في تنزيل مثل هذه النغمات موضوع حديثنا؟.
* وصدقت العرب قديماً حينما قالت :(المرء مخبوء تحت لسانه) في ما نضيف بمقاييس عصرنا هذا أنه أي المرء أضحي مخبوء تحت لسان “موبايله” ومع هذه التطورات التقنية الحديثة و المتسارعة فغير معروف مستقبلاً تحت لسان ماذا سيخبأ ؟؟!!
* فلا تكونوا مثل ذلك الشيخ الذي ظهر في احدي القنوات الليبية التابعة لنظام معمر القذافي وهو علي الهواء مباشرة يكيل الشتائم والسباب للشيخ يوسف القرضاوي لقوله بأن نظام القذافي قد انتهي مجيزاً ومطالباً بالخروج عليه -ورحم الله الجميع- وبينما هو منهمك في شتائمه رنّ هاتفه لينطلق بأعلى صوت مردداً أغنية لـ ” نانسي عجرم “.
* فأسقط في يده بل أسقط في عظمة لسانه إذ أظهرت هذه النغمة الـ ” نانسي عجرمية ” كل ما كان مستوراً عنا، وبالمقابل محت كل ما هو ظاهراً لنا وإن أرغي وأزبد في المواعظ، والنصح، والاستنكار وإن .. وإن .. فمثل هذه الأصوات الغنائية وما شابهها من أصوات مائلة ومميلة كافية للرد عليه هو وأمثاله، إذاً أسمعني نغمة موبايلك أقل لك من تكون.
* نصحاً فلتتحسسوا هواتفكم المحمولة -وأنتم دخول إلي المسجد- لأنه إذا انطلقت منها مثل هذه الأصوات الطائشة؛ حينها ستكون “مسدسات” تطلق رصاص الوسوسة بلا رحمة في الصدور؛ ومن ثم تصيب خشوع الناس في الصلاة في مقتل، وأي مقتل أعظم من ذلك. كما يجدر بكم وانتم بحمد الله ترتادون بيوته أن تتناهوا عن فواحش، ومنكرات الأصوات فكما جاء في محكم التنزيل: (إنّ الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر). هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
والغريب في الأمر أن المتصل بكون مسلم في وقت الصلاة يعني اكيد ما كان بصلي …..والله فعلا هي ظاهرة قبيحه لا تشبه المسلمين ..والغرب العلماني قدر يدخل الي المسلمين من باب التكنلوجيا…ولا حوله ولا قوة إلا بالله.
تحياتي
تسلم د. عزام
المفترض وفي غير وقت الصلاة إذا ما اتصلت على أحدهم لمرة ومرتين ولم تجد منه ردًا فدعه لفترة من الوقت ثم عاود الاتصال وقتها يمكن قبل أن تتصل عليه ربما هو من يرجع لك.
ونحتاج في معاملاتنا تعاملاتها إلى وقفات ووقفات.
وكان الله في العون