أنت (متطوع) إذن أنت (متهم)

5
أنت (متطوع) إذن أنت (متهم)

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com

أنت (متطوع) إذن أنت (متهم)

* تقدم الصفوف في العمل العام -هذه الأيام- يتطلب تضحيات كبيرة وذلك بالتطوع إما بالمال أو الجهد أو الوقت -وعفواً- حتى (السمعة) أياً كانت وبقدر حرص المرء على الإخلاص فيه أيضاً يقابله بالضرورة تهيئة نفسه لسماع الاتهامات في ذمته المالية والطعن في أخلاقه وأفعاله و… و…

* إضافة لذلك يتعرض للتنقيب (بخبث) في البحث عن معرفة اتجاهاته ومبادئه والتي على أساسها يكون الرفض ولو كان صائباً أو القبول ولو كان خاطئاً فهذا مسلم به وإن كان على نطاق المجتمعات الصغيرة فما بالك بحال المجتمعات الكبيرة بالجملة بقدر ما تكون مخلصاً فيه بصدق تزداد الاتهامات بشاعة وفظاعة.

* فمن لم توجه له الانتقادات المدمرة القاتلة لا البناءة أو لم تصوب نحوه سهام التجريح والظنون الباطلة بأنه لا يبتغي من عمله وخدماته المبذولة بلا من أو أذى إلا تحقيق مصالح معينة خاصة به فليراجع خطواته وهذا يعني أنه يسير في الطريق الخطأ عليه (فمن كان منكم بخطيئة -من هذه الاتهامات في هذا الميدان- فليرجمها بحجر).

* قطعاً هذا لا يمنع أن بعض الداخلين إلى ساحاته يتخذونها مطية للتكسب الشخصي (مادياً ومعنوياً) لكن المؤلم أن متخذي هذه الطريقة المهلكة والملتزمين بها شعاراً وسلوكاً لا تصوب ناحيتهم ناهيك من نحوهم أية سهام ولو بمجرد الاشتباه فيهم هذا إن لم تطرز صدورهم بإنجازات الخيّرية وحسن السير والسلوك.

* إذاً كل النصح لمن يريد تقديم خدمة لأهله ومنطقته ومؤسسته …الخ ما لم تكن مستعداً لتثبيط المحبطين عند التخطيط وشتائم الناقمين والجاهلين عند جني ثمار بشرى نجاح التنفيذ فعليك بالابتعاد من الآن حتى لا تعرض نفسك للمتاعب (المعنوية المحسوسة) من (لكمات الكلام) أو المتاعب (المادية الملموسة) من (كلام اللكمات).

* سؤال لماذا تفسر فيه دوماً النيات الحسنة التاركة بلا شك لآثار حسنة بأنها سيئة بينما يبصم بالعشرة فيه لأصحاب الأفعال السيئة الظاهرة عياناً بياناً بالرضا مع أن نتائجها سيئة فلماذا هنا الصفح عن الأفعال المشينة من الذين شقت قوالبهم عن ما في قلوبهم ونتنبأ بكل اليقين بالحكم الجائر على دعاة الخير في الجانب المقابل دون منحهم أية فرصة (فهلا شققنا عن قلوبهم).

* على كل العامل في ميادين العمل العام متهم ولا تثبت له فيه براءة –على الاطلاق- وإن زهد فيه أو ترجل عنه مؤقتاً أو اعتزله بالكلية لاحقاً إلا عند القليلين لأنه كما أسلفت أنه دوماً ما تفسر النية الخيرة التي تقصدها بضدها فتوصف بأنك من الفجار الأشرار بينما من يضمرون ثم يفعلون الشرور فيه ينعتون بالأبرار الأخيار.

* اخيراً طالما أنت تقصد وجه الله تعالى ابتغاءً للأجر والثواب منه ولا تريد من الناس جزاء ولا شكوراً فحتماً هو ناصرك ومؤيدك ولو بعد حين فواصل المضي قدماً في هذا الطريق الوعر المليء بالمطبات والأشواك لأن رضا الناس غاية لا تدرك فكما تقول عاميتنا التي تختصر كل ما يتعلق باستحالة نيل رضا الناس بأي حال من الأحوال في كلمتين بليغتين وكافيتين (الناس ما بتريّح). والله من وراء القصد.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

5 thoughts on “أنت (متطوع) إذن أنت (متهم)

    1. الله يبارك فيكم أخي العزيز أ. مصعب
      ممتن جدًا للمتابعة والتقييم الجميل
      وجزاكم الله خيرًا

    1. تكرم في الدارين أخي العزيز أ. أحمد الحمودي
      وإنه لحقًا أروع وأجمل بمتابعتكم
      كن دوما بكل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!