“دكتاتورية الديمقراطية” أم “ديمقراطية الدكتاتورية”

2
“دكتاتورية الديمقراطية” أم “ديمقراطية الدكتاتورية”

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com

“دكتاتورية الديمقراطية” أم “ديمقراطية الدكتاتورية”

# في أكثر من موقع من مواقع التواصل الاجتماعي تلحظ أن السمة الغالبة فيها أن عدداً من الأشخاص متحمسون لأفكارهم ورؤاهم وأحزابهم و… و… لدرجة التعصب البغيض الوارد في المقولة الارهابية الخاطئة والمجحفة بحسب حسابات المعية والضدية- (من ليس معنا فهو ضدنا).
# وليتهم يتوقفون في خانة الضد فقط بل هم مستعدون لأقصاء الأخر بفظ القول دونما تفكير في تبشير الراغب وترغيب الراهب أو تحييد المتعنت بل يسعون سعياً حثيثاً باغتيال أفكارهم وحين محاصرتهم بالحجج الساطعة يتحججون أنهم لم ولن يفهموهم فيغتالون فكرتهم قبل أنفسهم بذريعة أن أكثر المنطق إقناعاً هي توقيعهم بالمغادرة أو الحذف.
# أيضاً ما يميز دفوعات المدافعون بشدة عن رؤاهم محاولاتهم المستميتة بأقصى الجهد فرضها علي الناس غصباً عنهم ولا يريدون من الأخرين المناقشة فيها حتى ولو سماعاً أو كتابةً لأنهم يعتقدون أنه من الواجب عليهم والمفترض والمفروض أخذ هذه المنن والايمان بها مع كامل التسليم والرضا والاحتفاء والاحتفال بها.
# أما أم المشاكل ادعاءهم بأنهم “ديمقراطيين” –دعك من صحة الكلمة واستخدامها في مجتمعاتنا المسلمة بديلاً لكلمة الشوري وهذا موضوع آخر يحتاج وحده لمساحات أخري- فهل “ديمقراطيتهم” تعني التعصب للآراء دون إعطاء أية مساحة للرأي الأخر مع تصويب الاتهام للأخرين بفرية أنهم غير “ديمقراطيين” و”دكتاتوريين”.
* إذن نحن في العالم الافتراضي نتشاكس ونتعارك كأننا موجودون علي أرض الواقع بمعني أكثر وضوحاً يمكن القول أننا عملنا علي نقل صراعاتنا إلي عوالم وأراض ثانية وجديدة فبدلاً من جعلها غير موجودة بالنقاش الجاد والمؤسس والهادف لكننا نعمل علي حضورها غير الأنيق ولو في خيالاتنا وعوالمنا الافتراضية.
# فهل من لم يتفقوا في أرض الحقيقة من باب أولي خلافهم وتشاجرهم وتشاحنهم في فضاءات “الأنترنت” لأنه تكاد تجزم أن دماء الأفكار تسيل فيها وهي غير محقونة بل إن شدة الصراعات اللفظية فيها تجعلك تجزم أن أصحاب هذه المقولات المختلفة لو التقوا وجهاً لوجه لسالت أيضاً دماء اجسادهم مثلها مثل الفكرية.
# فلماذا لا نتبادل الرؤي والأفكار علي هدي السنة الشريفة: (ما خاب من استخار ولا ندم من استشار) وإيماناً بمبدأ نصف رأيي عند أخي وكذلك التنازل برضاء وقناعة عن بعض المعتقدات والمعتنقات والأفكار و… و… في حال تبين خطؤها علي ألا نتعصب لها لتأخذنا العزة بالإثم لأن خير الخطائين التوابون.
# لا أريد مخالفتكم لما أنهاكم عنه فكل ما ذكرته ليس فرضاً علي أحد وإنما هو دعوة صادقة ومخلصة لفتح صفحات جديدة بيضاء لا شية فيها للتعامل فيما بيننا ولا نبغي بها إلا الإصلاح لذا فكل الرجاء النظر اليها بعين البصيرة لا الباصرة والاستماع اليها بعقل القلب لا القالب ليبدل الله مجتمعنا “الدكتاتوري” المتسلط إلي الشوّري المتسامح. هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

2 thoughts on ““دكتاتورية الديمقراطية” أم “ديمقراطية الدكتاتورية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!