وطني (في القلب) يؤلمني جدًا

0
وطني (في القلب) يؤلمني جدًا

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com

وطني (في القلب) يؤلمني جدًا

# مخطئة أغلب الأحزاب السياسية والحركات المسلحة “الظانة” بكل إثم بأن الحل لكل مشكلات البلد تكون بالتشاكس و”المدافرة” في ما بينها للجلوس على كرسي الحكم أولًا ودائمًا.
# فحقًا وطني يؤلمني طالما أن من يخدعون الناس فيه بأنهم هم القادة يتعاملون بلا حياء بشعار الأنانية المقززة والمنفرة (يا فيها يا أطفيها) وللأسف هم يؤكدون حقيقة أن الاختشوا ماتوا وهم لا “يختشون” فعاشوا.
# ونصيحة لرافعي هذا الشعار الأناني وأن غيابهم يعني حقهم الكامل في ممارسة الخراب والتخريب فأنتم أولًا بحاجة شديدة لأولى أبجديات السياسة بمخاطبة الناس لأن كثيرًا منكم (أخير سكاتهم من كلامهم النيء.)
# لأنكم إذا كنتم حكماء كما تدعون وتهمكم مصلحة البلد لا مصالحكم الخاصة فقط وإن خرجتم من التشكيلات الحكومية فلن تسعوا لإطفائها بل ستسعون لإنارة الطريق لها بتقويمها وارشادها وتوجيهها للمسار الصحيح.
# لكن طالما أنتم لستم كذلك فلن نقول على السودان السلام بل نرجو الله مخلصين أن يخرج من صلبه من يهمه أمر تطوره وازدهاره في كل أجزائه التي هي لنا وطن وبها نباهي ونفتخر.
# إذًا بداية ونصيحة لوجه الله ولإصلاح حال البلد فدعوا التشاكس والتنابز بألقاب الأحزاب والحركات والمناطق والقبائل في ما بينكم (وإنها لبئس الاسم الفسوق) خاصة بعد الإيمان بالوطن واستقلاله وتحرره.
# أيضًا اتركوا حمل السلاح وتصويبه نحو صدر الآخر بكل البغض والكراهية وإن تركنا سلاح البندقية فلندع كذلك سلاح كلمة الفتنة التي هي أشد إيلامًا وفتكًا وتقتيلًا حتى نكون بإذن الله من (حزب الله الغالبين).
# عليه فبالله عليكم وفي داخل حدود الدولة الواحدة أعطوني أنموذجًا واحدًا لدولة متصارعة أنه في الآخر لم تحل وتعالج مشكلاتها المختلفة والمتعددة في آخر المطاف إلا بالحوار الجاد وتقبل الآخر.
# وبحسب التوجيه الرباني فالسلاح لا يجد مع من هم ليسوا لنا بأعداء في الدين حتى نعد لهم قوة نرهب به عدو الله وعدونا إذًا فليتنا لبعضنا البعض أعددنا قوة الحجة لا حجة القوة.
# وهنا السؤال فلماذا دومًا التعامل في ما بيننا تحكمه بكل الأسف نظرات ومعاملات الشك والارتياب والتخوين واتهام الآخر بأنه هو السبب الرئيس لكل مشكلات البلاد فيتم اقصاؤه ومعاقبته فالمتهم عندنا متهم وثابتة إدانته؟
# وما لم ندع هذه الاتهامات السوداء وغير البريئة على الإطلاق فمرارات التاريخ -وإن صدقت- فإنها لن تقدم خبزًا ولن تعالج مريضًا ولن تعلم جاهلًا بالمجمل المختصر إنها لن تبني وطنًا بل ستهدمه وتدفنه في مقابر التخلف والتدهور.
# إذًا ومنذ الاستقلال وإلى يوم الناس هذا لم نتقدم لا كثيرًا ولا قليلًا هذا إن لم نكن تراجعنا للخلف بصورة أكبر وأسرع لأن ساستنا وقادتنا شغلهم الشاغل -كما أسلفنا- الوصول للحكم أولًا ودائمًا.
# لكن ثم ماذا بعد هذا فهذه ليست لديهم فيها أية إجابة واضحة وصادقة وحقيقية تتمثل في وضع خارطة عمل منظمة ودقيقة للنهوض بالبلد عامة وبمواطنيها بصورة خاصة.
# بل حتى من لديه خارطة عمل لإدارة البلد ويسعى بكل جد واجتهاد لتنزيلها في الواقع ستضع في وجهه العقبات والمتاريس حتى يفشل لأن الناجح وسط هذا الكم الكبير من الفاشلين سيوضح كيف أنهم كانوا فاشلين.
# إذًا نحن بقصد أو بغير قصد نريد في الحكم استمرار سمة الفشل وللأسف بطرق متعددة بأن هناك فاشل ومن هو أكثر منه فشلًا لكن في المقابل يزعجنا أن يكون لدينا ناجح ومن هو أكثر نجاحًا منه.
# وإلى أن ندع محاربة المتلمسين بثقة لخطاهم في طرق النجاح وأيضًا نترك الاحتفاء والاحتفال والتقديس للفاشلين فلن يتحقق لهذا البلد الطيب أهله ما نرجوه له من نماء وتقدم وتطور. هذا وبالله التوفيق.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!