شتاء دافيء … لنا ولسوانا

0
شتاء دافيء … لنا ولسوانا

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com

شتاء دافيء … لنا ولسوانا

# خلال الشهر  الجاري -وما تزال الإرهاصات -بإذن الله- تشير إلى استمرارها- تضرب البلاد موجة من البرد القارس؛ لكن بالمقابل خفقت القلوب بموجة أكبر من الدفء الانساني؛ لتفيض في الخفاء، أيادي العطاء ممتدة ببذل الغطاء؛ لمن يسكنون العراء بلا كساء.
# نعم تجمدت (القوالب) من هذا الزمهرير؛ لكن انفطرت (القلوب) بمشاعر (دافئة)؛ لتتدفق احساساً بمعاناة الآخرين. إنه بلد (يحيا من البرد إنسانه)؛ بل هو حي الشعور، وحاضر الاستجابة في كل مواسم التكافل، والتعاون، والنفير، والفزع، و.. و ..
# لأنه كل ما انخفضت درجات الحرارة (المحسوسة)؛ لقرابة الصفر المئوي بمقاييس أهل الارصاد الجوي؛ كان لها بالمرصاد ارتفاع (ترمومتر) العاطفة (المدسوسة) والمتقدة إحساساً بكل الصدق والعطاء لبذل كل كسوة خير لتغطية وتدفئةً الغير.
# وشاهدنا –كمثال- تلكم (المتطوعة) التي أوردت الصحف؛ خروجها منتصف الليل وهي (تتأبط خيراً) (البطاطين)، والملابس الثقيلة؛ لتوزيعها على المتشردين، بل هي تلاحقهم، في مكان وجودهم؛ دون الخوف منهم؛ لأنها خائفة، ومشفقة عليهم.
# وفي داخل ذات الصورة الجميلة؛ هناك الكثير من المبادرات، والمساهمات، والمعروضات المعروضة؛ في مواقع التواصل الاجتماعى، والتي تجيء في باب التحفيز على فعل الخير، والاقتداء به، ما تقر بها الأعين وتثلج الصدور (المتثلجة) اصلاً، فأنتم حقاً (في الشتاء حفظتم اللبس).
# وكأنما الهدف من قيام هذه المبادرات (الكسائية) الخيرية المتواصلة -بل نرجو بخالص النوايا- أن تأتي على هدي الحديث الشريف: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)؛ لنتقي النار ولو بقسمة الأثواب.
# وكلنا قادرون على ذلك بشق خزائن (دواليب) ثيابنا إلى نصفين، أو بالأجمل على ذات نطاقين؛ نطاق نهديه من لا فضل ثياب له، ونطاق نبقيه لنربطه على حاجة أنفسنا؛ إذاً فلا تكسوا -بعد اليوم- (الدولايب) حد (الانتفاش)، و(الانتفاخ)، وتحطم (الارفف).
# وذلك بالتصدق منها حتى نتجنب فاجعة الأحداث التي وردت على ذمة عدد من الصحف من موت لبعض منا بسبب التجمد من البرد في شوارع المدن أو بدهس إطارات السيارات لفئة يفترض ايوائها مجتمعياً أمثال أولئك المتشردين الملتحفين بأوراق الكراتين بحثاً عن الدفء لتعاجلهم عجلات السيارات بالموت.
# مما يعني -بعد لطف الله وفضله- لولا هذه التبرعات لمات الكثيرون، مما يتطلب ارتفاع الجهود والتكافل حتى تكون أسباب هذه الوفيات صفرا -وما أجمل الصفر في هكذا حالة- على ألا يتقدم واحد منا ويعفينا من محاسبة أنفسنا بالتقصير؛ بأنا كنا لا نعلمهم؛ فأين التفقد، والمتابعة، والملاحقة، والتنفيذ لشؤون الرعية.
# فمن يُسْمعنا منكم الآن -بلا تردد- دوران مفتاح خزائن دولاب ملابسه؛ ويختار مما يحب منها للإنفاق -بيمينه دون علم شماله-؛ لأنه يفنى المحفوظ، و(الموّفر) –زيادة- على (الرف)، ويبقى -الذي يبدو لكم نقصاناً- المسحوب بالأكف؛ للتصدق به على المحتاجين.
# لأنه (ما نقصت ثياب من صدقة). و ويصدق ذلك –قياساً- ما جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مال من صدقة) والثياب أموال. فتصدقوا منها ليوم ترجعون فيه إلى الله -مالك كل شئ ومليكه-، حفاة، عراة، غرلاً. ألا هل بلغت اللهم فأشهد.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.


 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!