تغــيــيــر التغــيــيـــر
بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتـز صديـق الحسـن
Mutsdal55@gmail.com
تغــيــيــر التغــيــيـــر
# في هذه الايام –المتغيرة- أغلب الناس يردد -بلا غيرة- كلمة التغيير، والذي لا يسر -وليس سراً- أنه كل من يرفع شعارها؛ لا شعور له، ولا صيت له؛ سوي رفع عقيرته -العاقرة- بـ”المفردة” ومنادياً بها -الآخرين وحتي نفسه- بـ”أعلى” صوت للإسرار.
# فـ”الجهر” بها -مع عدم الايفاء بها- فإنه يكلف كثيراً!! -اقل الخسائر- أن تغدو في عينيك -إن كنت عاقلاً- قبل أعين الناس بأنك صرت متضاد الأقوال والأفعال، ومتناقض الظاهر والباطن، فمتي تستوي عندنا –أمثال- هاتين الكفتين بعيداً عن أرجاس النفاق، والتملق، والتقية، والمداراة و.. و..
# “العجب” جميعنا يأمل أن يتغير للأحسن لكنا -في الغالب الأعجب- نتوجه –بـ”مماطلتنا” وتقاعسنا- نحو “الأنحس”، لكن ما ينزل حاجب الدهشة -المرفوع أصلاً- لتوالي غريب الغرائب –لدرجة الاعتياد- أن البعض لا يجنح بهذه الأمنية السليمة للسلامة وإنما لسقيم الملامة وللأسف بـ”اعتقاد” –كامل- أنه يحقق الفعل الأصوب.
# فصارت أفعالنا مقلوبة؛ ففي الإطعام تبيت “مكبات” نفاياتنا شبعي وجيراننا جوعي، في الملبس نكسي خزائن “دواليبنا” ونغطي عورات “حيطاننا” بــ”الستائر” لنستر أخلاقنا بـ”مزيد” من التعري, في الإيفاء بـ”الوعود” نخلفها بـ”مراوغة” يملّها عرقوب، في الصلات نترحم بـ”بر” الغرباء وبـ”عقوق” الأقرباء؛ إجمالاً كل خير نفجّره نسفاً بينما في كل شر نفْجر و لا نأسف.
# فمثل هذا الأفعال الشاذة، والكثيرة –والتي صار لها حكم- فهي معاداة للمصالح، ومصادقة للمطالح؛ والفتوي –وبلا فتوة منا أو تشدد- إن استمرأوا الاستمرار في هذا التذبذب المتذبذب، فهم الخاسرون؛ فظالم لنفسه ويسعي لإصلاحها؛ خير ممن يحسب أنه يحسن صنعًا.
# إذاً –بــ”صدق”- حدّق في مرآة ذاتك لرؤية أفعالك؛ علي أن لا تقدح فيها، وتلقي بها أرضاً وجريرتها؛ أنها هي القبيحة، فــ”غير” ممكن أن نصل لدرجة الظن السيء بأن هذه المرايا صارت تكذب وتتجمل أم أن هذا -غير الممكن- بكذبنا الكذوب صار بــ”الإمكان”!!!
# بعد كل محاولات التبديل المضنية هذه -والتي أضناها الفشل- يحدثني حدسي أنّا بـ”حاجة” لتبديل المفردة –نفسها- والتي لازمتنا كل هذه الفترة الطويلة -وهي كما هي- ولم تبدلنا إذاً ومن باب أولي هي أكثر حاجة –منا- لذلك الفعل.
# فلنبدأ أولاً ومن داخل أنفسنا، بأن نتدواي بالتي جعلناها –بـ”الفهم” الخاطئ- هي الداء والتي إن لم تُغيّر فلن تغيّرنا بعبارة أوضح وأصلح فـ”لنبدأ” بـ”تغيير” تغييرنا الكاذب، العاطل، المرائي بـ”أخر” صادق، ومخلص لوجه الله تعالي؛ ليغير الله ما بنا فـ”الأمر” يستحق وجدير بــ”التغيير” علي أن نبدأ من هنا ومن الآن وبلا تأني.
هذا وبالله التوفيق. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.