سـرقــات المسـاجــد

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com
سـرقــات المسـاجــد
# لم يكن متوقعًا –تحت أسوأ الظروف- أن تسمع فى يوم ما، إصرار رئيس لجنة مسجد على التشبث بموقعه لسنين عددًا -بحسب رواية شهود أصحاب قرابة منه- وذلك لاستمرائه خيانة أمانة الأموال الخاصة؛ بتسيير الخدمات بالمسجد؛ والمتحصل عليها من المصلين شهريًا، وتبرعات الخيرين. ومن ثم دفعها لصالح خدمات الماء، والكهرباء، وكل ما يدخل في باب إعمار بيت من بيوت الله.
# بل قطع في غي تماديه لحب الرئاسة من أجل السرقة شوطًا بعيدًا، -رده الله منه- وحجته أن العمل يسير على ما يرام، وما من ثمة داع؛ بأن تتعبوا أنفسكم؛ ليرفض تسليم الختم الخاص بالمكاتبات؛ سواءً أكان عبر جمعية منتخبة -إن كانت تجوز هنا-، أو “جودية” تعاقبت عليه مرارًا وفى بالها التغيير؛ -لتطاول سنوات منصبه العجاف-، والدفع بدماء شابة؛ توسم فيها الكل علامات الخير؛ المؤدية لصالح المزيد من تطوير الخدمات بالمسجد.
# وبسبب تعنته على استمرارية لجنته التي يترأسها ويتحكم فيها كيفما شاء-ولأنه يؤم الناس في حالة غياب الامام الراتب؛ لكل ذلك قاطع أبن أخيه -جهلًا منه وفترة من الزمن- الصلاة خلفه خشية على صلاته لأنه يرى أن عمه الذي عميت يده عن الكسب الحلال ليس بالذي يؤتمن فيها لأنه ما زال رئيس لجنة المسجد الذي ينصب، ويتحرى النصب، حتى صار يعرف عند المصلين (بالنصابا).
# فيا أيها (المعلم) المخرّب لبيت الله بالسرقة أعلم إنما أنت معّمر “لخرابات” الشيطان وهذا أدعى بألا نأمنك على تعليمك لأبنائنا وصحبتهم في فصول الدراسة أطراف النهار فالمستولي على أموال بيت الله فما لسواها أكثر استيلاء دعك عن ممتلكات، أو اشتراكات، أو مساهمات خيرية، أو مؤونة طعام الطلاب الداخليين بالمدرسة وكل هذا يشكون فيه مر الشكوى من مد ليديك خلسة وأخذها كأنها حق من حقوقك لا خاصة بالطلاب فقط بل الطامة الكبرى فقد تكون سطوت على عقولهم كنموذج فاسد، وأسوة سيئة.
# وأى خراب أكبر بسبب سرقتك التي سرقت من إحجام بعض المصلين عن صلاة الجماعة والتي قد تدخلك في دائرة الثلاثة الذين لا تتجاوز صلاتهم أذانهم الواردين في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: (العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون) فسارع أخي إلى التوبة من هذا الذنب الذي تقترفه بحق المسجد مكان التضرع، والتذلل، والانابة لله لقبول التوبة من الذنوب. ويتوب الله على من تاب توبة نصوحًا.
# بقي أن أذكركم وأوصيكم بأن تخالفوه -ولا تركنوا لراحة- بل اتعبوا أنفسكم حتى تزيحوا هذا السارق الذي يطالبكم دومًا؛ بأن تجعلوه على خزائن مسجدكم لأنه (حفيظٌ عليمٌ) وأزيلوا منكره هذا بأن تنكروه بقلوبكم وهذا أضعف الايمان، وإن استطعتم فبلسانكم بشكايته لهيئة الدعوة والارشاد بالمحلية والولاية فهي المستطيعة بما لها من سلطان على تغييره بخطاب من يدها. ووفقكم الله لحماية، وصيانة بيت من بيوته، وعمّر بيوتكم وبيوتنا، بما يحب ويرضى. آمين يا رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.