“مَدينة” مُدمنة

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com
“مَدينة” مـُدمنة
# انتشار مخيف لتوزيع وتعاطي أصناف عديدة من المخدرات بين صغار الشباب في إحدى مدن ولاية نهر النيل.
# فأحياؤها صارت للأسف وبحسب تصنيفها المخدراتي بين توزيعين لا ثالث لهما فإما موزعة ومتعاطية في وقتٍ واحدٍ أو متعاطية فقط.
# فهذا الترويج الكبير فيها وصل لدرجة أن تصير (3) من أحيائها المتجاورة وبكاملها مراكزًا للتخزين والبيع والتوزيع.
# ولا يقتصر التوزيع فيها على الرجال فقط وإنما إنتقل -بجرأة غير معهودة- إلى صفوف الجنس اللطيف أقصد الجنس الخشن.
# لنتساءل هنا وليس من باب السخرية هل هذا التوزيع النسائي يأتي كاستجابة لمطالباتهن بالمساواة دومًا مع الرجل؟!
# أم أنه استغلال لها من قبل الرجل لحاجتها للمال وأنها في المنطقة عمومًا بعيدة تمامًا عن موضع الاتهام والريبة في هذا المجال المدمر؟
# علمًا بأن من يُوزع أو تُوزع فغاية همه الثراء السريع وبالمقابل فمن يتعاطى نشوة المخدر الكاذبة فهو يسلك طريق الموت الأسرع.
# المحير في الأمر أن تصل الغيبوبة بالشخص لأن يدفع الأموال الباهظة لشراء جرعة الإدمان الواحدة والمميتة بالآف أو ملايين الجنيهات.
# بالقديم أو بالجديد ستستغرب معي إذا علمت بأن ثمن الشمة المخدرة تصل لمبلغ وقدره (25) ألف جنيه أو (25) مليون جنيه.
# فمن لصغار الشباب بكل هذه الأموال لشرائها بهذه الأسعار الفلكية؟ ففي الغالب هم المعدنون والمعروفون في المنطقة بـ”الدهابة”
# لأنه لن يدفع كل هذه الأموال إلا الذي يحصل عليها من التراب فيلقها بلا مبالاة في إتلاف عقله وجسده ومن ثم روحه.
# ليثري منهم أولئك الموزعون ثراءً فاحشًا أبت دراهم مخدراتهم فيه إلا أن تطل بأعناقها مسرعة في كل شؤون معيشتهم وحياتهم.
# وأمر ثرائهم السريع لا يستغرق سوى بضعة أشهر لينتقل من عاطل أو عامل بسيط إلى مالك للعديد من العقارات أو السيارات أو … أو …
# فيتطاول عاملو “الأُجرة” والحفاة والرعاة ببنيان البيوت ودكاكين الأسواق وأيضًا يتطاولون في آخر موديلات السيارات الفخمة والفخيمة.
# وكل أولئك مستجدي النعمة ليست لديهم قَشّة مُرة في ارتكاب أية جرائم أُخر فمع المخدرات يعملون في تجارة البشر والعملات و… و…
# والملاحظ بأن غالب من يعملون معهم كصغار موزعين إمتلاكهم لمواتر يؤدون بها بسرعة هذه المهنة غير الشريفة.
# وأكثر ما ينشطون كمجموعات مساءً فيتحرك كل واحد منهم بموتره الخاص ناحية الطريق القومي الرابط لمدينتهم مع بقية مدن الولاية.
# ليعودوا وخلف كل واحد منهم شابان غريبان ويحملان لسفرهما حقائب الظهر وبلاشك ففيهما المخدرات القاصمة للظهر.
# إذًا هل في ولاية نهر النيل وبمثلما تم منع ركوب المواتر وحرقها في بعض الولايات لنشرها لثقافة الترويع والقتل بين مواطنيها؟
# فكذلك نحن بحاجة مماثلة إلى سن قوانين تمنع استخدام مواتر المخدرات لأنها أيضًا تنشر وتوزع سمومها بين شباب الولاية.
# ختامًا نضع كل هذه الملاحظات أمام الجهات الشرطية والأمنية بكل مدن الولاية فما يحدث في مدينتنا بالتأكيد يحدث في مُدنها الأخرى.
# آملين منهم -وكما عهدناهم- محاربة ذلك النشاط الإجرامي الذي تجاوز مرحلة الظاهرة إلى مراحل الإدمان المجتمعي ككل. هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا اله أنت استغفرك وأتوب إليك.