المخدرات.. (ترك الشريف) و(حد الضعيف)

0
المخدرات.. (ترك الشريف) و(حد الضعيف)

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com

المخدرات.. (ترك الشريف) و(حد الضعيف)

# صارت الناس ووسائل الإعلام –في الفترة الأخيرة- تتداولها وتتناولها بإدمان كبير وبصورة مزعجة ومقلقة وذلك لانتشارها ترويجًا وتجارة وتعاطيًا (فتعددت (أسباب) أسمائها وأشكالها وتركيباتها والضرر و(الموت واحد).
# لم يعد هذا الداء في سرعة وسعة انتشاره يفرق بين الأماكن (المدارس والجامعات والأسواق) أيضًا من حيث الأعمار والفئات –لا يُفرز- بين كبار وصغار أو رجال ونساء و… و…
# الشاهد على أنها بكميات كبيرة الوصول لاستجلابها بالحاويات الضخمة المضبوطة بين الفينة والأخرى –ضبط أخير منه العدم- لأنه كأنما هو خلافًا للمثل الشائع: (ليس في كل مرة تسلم الجرة).
# لأنه بالتحديد فيها كل مرة تسلم جرة “حاوياتها” وتطبق فيها بحرفية عالية نظرية (خروج الشعرة من العجين) فلا يتم ولو بمجرد توجيه الأتهام فقط لأحد أو جهة بعينها أو (فمها) أو (يدها).
والطموحات … إلخ.
# عجيب أمر هذه “الحاويات” فهي كمشاهدة ألعاب الحواة القائمة على خفة اليد لستر الظاهر وإظهار المستتر لأن هذه الحاويات تختفي كفص ملح ذاب في الماء فهل جاء مسماها -أي الحاوية- كون أنها هي مؤنث “الحاوي”؟
# أيضًا هذه الضبطيات الهائلة والمهولة والتي في الغالب ما يتم تقييد مصدرها في بلاغ ضد مجهول تؤكد على أن الذي (عدى وفات) منها لهؤلاء المجهولين هو أضعاف مضاعفة (رضي من رضي وسخط من سخط).
# هنا تطرح تساؤلات مهمة من المستفيد ماديًا وقبله أخلاقيًا من هذا التغييب الكثير والتبديد الخطير لكل هذه العقول والطاقات؟ كما أنه كيف يتم البنيان -لشباب قومنا- إذا كنا نبني وغيرنا -عُلموا أو جُهلوا- يهدم؟
# يقولون (من الحب ما قتل) وقياسًا على العبارة لكن بضرر كامل وأكبر (كل المخدرات تقتل) مع مراعاة أنه لا يكون القتل فيها دائمًا بإزهاق الأنفس وإن كان بلا شك فإن هذا هو النتيجة الحتمية والأخيرة لها.
# وأمثال هذا القتل الأخر ومن باب الشيء المؤكد أنها قبل ذلك تدمير لنعمة العقل وعافية الجسد ما يعني أنها هي قتل للنشاط والحيوية والشباب كذلك هي إزهاق لسليم وجميل الأمنيات والطموحات … إلخ.
# قبلاً -رفضنا- ومن الآن فصاعدًا سنظل نرفض حجة التبرير الفطير أن هذه المخدرات الكثيرة ليست كلها خاصة بالاستهلاك المحلي لوحده وأننا لسنا دولة مقر فقط بل إننا أيضًا نمثل دولة ممر لدول أخرى كثيرة مجاورة وغير مجاورة.
# لماذا يتم اختيارنا -بقصد أو بغير قصد- كمنطقة عبور وهذا هو العذر الذي أقبح من الذنب وبسبب رفع صوتنا به ربما نجني على أنفسنا كبراقش فتزداد حصتنا من أسهم العابرين كما أنه يطعن -بلا وعي- في كفاءتنا مكافحة ومحاربة.
# حقيقة المحاربة الجادة تحتاج إلى وعي (مخلص) ليخلصنا من هذه الآفة التي أهلكت حرث العقل والنسل أي أننا بصريح العبارة لا نحتاج فيها إلى (مخ)(لص) يصر على تمرير هذا الداء وايقاع فأسه على رؤوسنا مرات ومرات.
# بقي القول لا ننكر الجهود المبذولة في كافة المعابر ونقاط التفتيش من قبل الجهات المسؤولة والمختصة لمكافحة هذه الآفة التي لا تأتي إلا متسللة (لواذا) لكنا نذكر الجميع بضرورة إلا نترك فيها شريفنا ونقيم حدها على ضعيفنا.
# وذلك بمحو المفارقة المرة والملاحظة الظالمة فيها أن أصحاب الكميات الصغيرة في الغالب يظهرون ويعاقبون بينما الكميات الكبيرة ليست لديها أصحاب متهمون لا من قريب ولا من بعيد.
# إذًا حتى ننعم بأفياء العدالة لا هجير الظلم والظلمات فأنّى ومتى يكون فينا من ينذر -بحق وحقيقة- هؤلاء المتجاوزين لقيم الحق بعبارة الحجاج بن يوسف: (إني أرى رؤوساً قد أينعت وقد حان قطافها وإني لصاحبها)؟ هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!