تصريحات المسؤولين … إنها لمعكوسة
بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com
تصريحات المسؤولين … إنها لمعكوسة
# ترقب حذر وخوف كبير يصيب المواطن إذا سمع -بنفسه أو نقل له- تصريحًا من أحد المسؤولين يتعلق بعدم الإتجاه والنية لزيادة الأسعار خاصة في السلع والخدمات المتصلة بمعاشه وصحته وتعليمه و… و…
# فهذا الخوف -وبحسب تجارب سابقة ومتكررة كثيرًا- أسبابه أن كل التصريحات التي يسبقها النفي بعدم الزيادة كأنما هو تمهيد أو تأكيد لحدوثها خلال أيام أو ساعات قليلة وذلك من باب أن نفي المنفي إثبات.
# لأنه ولمرات عديدة يسمع بأنه ليس هناك إتجاه لزيادة أسعار الدقيق وبالتالي فإن الخبز سيظل سعره ثابتًا لكنه بعدها مباشرة يرتفع للضعف باعتبار أن “المية” لتصريحات المسؤول يكذبها “الغطاس” المواطن والذي هو “أصلًا غاطس”.
# ويتطابق الحال بالإعلان على رؤوس الأشهاد بأنه ليست هناك نية لرفع فاتورة الدواء ورسوم الدراسة وتعرفة المواصلات وغيرها كما أن كافة المواد البترولية متوفرة ليعقب كل ذلك إرتفاع الأسعار بصورة مضاعفة إضافة لمعاناة البحث عنها والإنتظار فيها لطول صفوفها.
# إذن وقياسًا على ما سبق إذا “دقشت أضانك” العبارات الفضفاضة والمطاطية إن غالبية السلع متوفرة والمخزون الإستراتيجي منها كافٍ لتغطية احتياجات متبقى هذا العام فتيقن وقتها أنها في طريقها او بالأحرى وصلت لمرحلة الشح والانعدام.
# للأسف الخلاصة من هذه الافادات التي ليست بذات فائدة تذكر -وإنما ضررها أكبر من نفعها- هي في ظاهرها تنشد الرحمة بينما باطنها يبشر بالعذاب لتكون في المقام الأول والأخير من أجل جبر الخواطر و”الطبطيب” بالخطأ والكذب لامتصاص الصدمات المتواصلة بطريقة أخف وأيسر دون البحث لحلول علمية وعملية.
# وتفاؤلًا وتيمنًا بهذه التصريحات المقلوبة رأسًا على عقب فهل يأتي يوم ونسمع أحد المسؤولين يردد بأنه سوف تاتي زيادة كبيرة على الأسعار وذلك لشح البضائع وندرتها فنشهد بالمقابل انخفاضها ووفرتها.
# عمومًا وبما أننا كلنا سواءً كنا (مواطنين أو مسؤولين) مسؤولين عن أعمالنا وأقوالنا فلنتحر الصدق ونتجنب الكذب فيهما وذلك بأن نضع نصب أعيننا قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسئولون) وقوله جل شأنه :(ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد). هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
