أعـمــال مقـلــوبة فمــن يعــدّل؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com
أعـمــال مقـلــوبة فمــن يعــدّل؟!
# لا كبير جدال أنه -في الفترة الأخيرة- صارت العديد من مفاهيم العبادات، والتعاملات، والمعاملات؛ تطبق بصورة خاطئة. ففي مكان الصحيح يسود الخطأ، وفي موضع الخطأ يغلّب الصحيح؛ ليكون اللبس كبيرًا؛ بتضييع الحقائق، وتبديلها والأمثلة في هذا كثيرة؛ سائلين الله التوفيق لمعرفة صحيحها من سقيمها؛ حتى نأمر، ونأتمر، بمعروفها بالاقتراب منه، والتقريب له، وننهى، وننتهى عن منكراتها، بالابتعاد منها، والابعاد عنها. وهادينا في كليهما؛ لين لا غلظة، ولا فظاظة فيه.
# ومن ذلك مثلًا -لا على سبيل الحصر- كثير من الناس يتبع فرقة، وطائفة، وطريقة؛ ترفع الدين شعارات، وتحيد عنه كشعائر أي تتاجر به من حيث تدري أو لا تدري وفي هذا التعدد، والتشظي، والتفرق للفرق؛ تؤكد السنة النبوية الشريفة انقسام هذه الأمة: في قوله عليه الصلاة والسلام (وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وهي التي على ما أنا عليه وأصحابي).
# مثال ثان يخرج كثير من الناس في أكمل الزينة، وأجمل، وانظف الثياب؛ لمواقع العمل، ومقابلة المسؤولين، أو الزيارات الخاصة للأهل، والاصدقاء، والمعارف؛ بينما يكونوا تفلين –كرجال- وفى ثياب تصلح داخل المنزل فقط، وتكاد تكون متسخة، ورائحتها مؤذية؛ آوان الذهاب للصلاة في بيوت الله؛ بينما المطلوب التجمل، والتزين دائمًا. وتكون من باب أولى مطلوبة بصورة أكبر في المساجد خير بقاع الأرض.
# أما في ثالثها تجد معاملة الزوج لزوجته أمام الاسرة الصغيرة، ولأبنائه أمام الاسرة الكبيرة. تعامل فيه ابداء الكثير من الغلظة، والقسوة، والعنف اللفظي؛ وقد لا يتحقق التعامل الطيب للزوجة؛ الا إذا كنت معها لوحدها. وكذلك معاملة الأبناء؛ ليكون تعاملنا قاسون خارجها؛ لقسوة دواخلنا بينما ظاهرنا يدعي الطيبة؛ حين اننا نحمل وجه القسوة الأسري دائمًا. متجاوزين الهدي النبوي الشريف: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
# أما فضل العمل كبير، والاتقان فيه واجب؛ إن الله يحب إذا عمل احدكم عملًا أن يتقنه؛ لكن السمة الغالبة فيه التسيب، والإهمال، والغياب، والحضور المتأخر، والانصراف المبكر، وأحيانًا كثيرة أيضًا الانصراف المتأخر؛ لكن من أجل النوم بالساعات الطويلة في مكيفات الحكومة، وغالبًا ما يحدث هذا التصرف في شهر رمضان المعظم. هذا غير التصرفات الكثيرة الخاطئة، من بذل للخدمة كاملة لمن يدفع وإن كان لا يستحقها، وتعطيلها لمن يطلبها مجانًا وإن كانت من حقه.
# بكل الصدق نسأل الله البراءة من كل ما سبق من أمثلة، والتي تأتي بصورة مقلوبة؛ حيث ينبغي من الآن فصاعدًا السعي، والعمل بجد، واجتهاد، واخلاص لتصحيحها، وتعديلها، وبذل النصح فيها صادقًا؛ فعسى أن يكون رب مبلغ أوعى من سامع، أو أكثر تحديدًا هنا وبحسب هذا الموضع المكانى فرب مبلغ (قارئ) أوعى من (ناصح) كاتب. وهدى الله الجميع لما فيه من الخير، والصلاح، الذي يرضاه، ويرتضيه. اللهم آمين يارب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.