المتـاجـرة بتعطيـل أعمـال الخيــر

0
المتـاجـرة بتعطيـل أعمـال الخيــر

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com

المتـاجـرة بتعطيل أعمـال الخيــر

# تكتشف أثناء النقاش مع أحد تجار “القطاعي” بالمنطقة سببًا وجيهًا لا يخطر على البال لارتفاع سلعة السكر خاصةً وبقية السلع عامةً حال الاقتراب دومًا لشهر رمضان الفضيل.
# مبرر الارتفاع الذي لا تملك إلا أن تصفه بالشيطاني فإنه يعود إلى التفكير السيئ من بعض التجار الذين دخلوا -على حين غفلة من الناس والزمان- لأسواق الإجمالي بالبلاد.
# وذلك باقتناصهم وبكل انتهازية لأموال الخيرين من الأفراد والمنظمات الخاصة والحكومية والتي تسعى سنويًا في هذا التوقيت المبارك لتوفير السلع الاستهلاكية للمحتاجين.
# ولعلمهم أو ليقينهم بأنهم ومهما رفعوا من أسعارهم فإن هؤلاء الخيرين سوف يدفعون بسخاء وذلك لحرصهم على مساعدة المحتاجين سواءً تزكية لأموالهم أو من باب الإنفاق والتصدق.
# لكنهم وبطريقتهم هذه -رضوا أم أبوا- ومع امتلاكهم للأموال “القارونية” (التي تنوء العصبة عن حمل مفاتيحها) فهم حرامية ويسرقون تحديدًا من جيوب وخزائن الخيرين.
# أفلا يعلمون أم يتجاهلون أنهم وبسرقاتهم تلك القائمة على زيادة الأسعار لأضعاف مضاعفة فإنهم يحرمون بقصد -نصف أو معظم- المحتاجين من أن تصل إليهم أيادي البر والإحسان.
# للتوضيح أكثر فإذا كانت عطايا الخيرين في عموم البلاد مثلًا سوف تصل إلى حوالي (10) مليون شخصًا فإنهم يخفضونها بزياداتهم وطمعهم بأن تصل إلى(5) مليون شخصًا فقط.
# إذًا فنحن لدينا (5) مليون شخصًا سوف يحرمون من مساهمات الخير تلك إلا أن منحهم المستحقة والمدفوعة وللأسف سوف تذهب لقلة من التجار والممتلئة خزائنهم بالنقود اصلًا.
# كما إنهم بجشعهم هذا فإنهم يؤكدون حاجتهم حتى لأموال الزكاة والصدقات والتبرعات ومهما امتلكوا من أموال فهم جياع وبخلاء وجبناء عند الإنفاق فهم (أشحة على الخير).
# نعم هم بكل تلك الصفات السيئة وأكثر إذا كان هَم زيادة أرباحهم في كل عام -كما أسلفنا- يقوم على أكل ما يمد لأيادي الجوعى من الأرامل والضعفاء والمحرومين والمساكين و… و…
# لنتساءل هل هذه أنبل أقصى مشاركاتكم في فعل الخيرات بأن تبيّتوا سنويًا هذه النيّة السيئة والسوداء -كسواد قلوبكم- لزيادة أرباحكم الدنيوية على حساب خساراتكم الأخروية؟
# وهل تسمون أخلاقكم وأفعالكم خاسرة البيع هذه تجارة؟! ألا تسعون للفوز بقول النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة)؟
# فمتى تتركون التجارة مع الشيطان وتسارعون وتسابقون لتتاجروا -بربح البيع- مع الله؟ وإنها لتجارة تحتاج إلى شطارة الأخلاق والسماحة بيعًا وشراءً واقتضاءً ليرحمكم الله.
# فهلا تاجرتم مع الله الذي نسأله أن يرزق أمثالكم ضمائر حية بالإيمان وقلوبًا محبة لخير الآخرين وأياديَ معطاءةً لا تخشى الفقر من الإنفاق بل مصدقة بأن عاقبة الإنفاق خلَفٌ والإمساك تلفٌ.
# وللأمانة وحتى لا نظلم كل التجار فإن بعضهم وفي حال علمهم بأن سلعهم سوف يُذهب بها في أبواب الخير يساهمون بأقصى وسعهم في تخفيضها حتى ينالوا فضل مشاركة الأجر والثواب.
# أخيرًا نشير إلى إنه إذا كنا سنستثمر تفكيرنا -في كل المجالات- كدولة وتجار ومواطنين بالقيام على الانتهازية والاستغلال فلا عجب من تأخر وتدهور بلادنا لا تقدمها وتطورها.
هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!