الأحزاب السودانية.. لدغة الثعبان لا صعود السلم

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com
الأحزاب السودانية.. لدغة الثعبان لا صعود السلم
# يتفق الكثيرون أنه -في الدول الحديثة- لابد من وجود الأحزاب لأنها هي الوسيلة الوحيدة والصحيحة والمتاحة للحكم عبرها بما يعرف بالديمقراطية أي التداول السلمي للسلطة.
# وهذا يشترط أولًا في تلك الأحزاب إيمانها وتنفيذها لبرامج يقوم همها الأول والأخير على خدمة الوطن ككل ولا تنازل عنها في أول “لفة” حينما تتحدث لغة المصالح الخاصة بها.
# إذًا علتنا في اعتلاء السلطة “ديمقراطيًا” -وبواقع أحزابنا الحالي- جد كبيرة خاصة وأنها أي أحزابنا -كما أسلفنا- لا تتقن سوى تقديم مصالحها الخاصة على حساب مصالح الوطن العامة.
# كذلك إن من علل أحزابنا أن كثيرًا منها لا تقدم لقيادة صفوفها حكميًا وسياسيًا إلا من ينتمي للأسرة المؤسسة إن لم يكن باسمه فأكبر الإيمان -إن صحت العبارة- بأقواله وأفعاله.
# إذّا فليتنا هنا وفي معيار رئاسة العمل الحزبي وضعنا قاعدة عامة -ولا شواذ يخترقونها- أن من أبطأت به أعمال إنجازاته فلن تسرع به أواصر نسبه وقرابته ولا واسطة لونيته الحزبية المعينة.
# ومثل هذا ليس بممارسة حزبية راشدة تهم الوطن ككل وإنما تهم الأسر الكبيرة كجزء وللأسف فقد ظل كثيرون تحت ربقة هذا الاستعباد الأسري الحزبي ولسنين عددًا “يُكبّرون كومه”.
# وبالتالي لا وألف لا لسيادة وغلبة مفهوم الأسر الحزبية والأحزاب الأسرية ومن يسايرهم ويشايعهم لأنهم يستعبدون ويستغلون الوطن وإن نال حريته واستقلاله.
# وعليه فهل نحن محتاجون لهدم هذه الأحزاب إن لم يكن على الأكثر اسميًا فعلى الأقل فكريًا لتغير من برامجها العقيمة والقابضة لإدارة البلاد والعباد منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا؟
# أم تكمن المشكلة في أننا بحاجة إلى مراجعة هذا الكم الكبير من الأحزاب والممثلة لعبارة الأعداء التي وضعوها عمومًا كشعار لمحاربتنا (تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم) وحتى تفتيت المفتت.
# ليتجذر المفهوم الخاطئ أن كل من ينشئ حزبًا سيحكم هو شخصيًا لا حزبه فيتخذه سلمًا للصعود للسلطة وعندما يصل إليها يلقي بالسلم أرضًا حتى لا يصل إليها أحدٌ ولو من جماعته.
# أم أن ما يحدث في تلك الأحزاب من عدم محاسبة للمفسدين وإقصاء الشرفاء النزيهين فيها فهذا يشجع على فساد السلطة ومن ثم يتبعها ممارسة كل أنواع الفساد.
# فالتفويت لمثل هذه الجرائم وتغاضي الطرف عنها بالممارسات التشجيعية الخاطئة فإن الحزب يجب أن يجرم نفسه فيها قبل أن يجرمه الأخرون فيرفضونه وينبذونه و… و…
# أخيرًا وبعيدًا عن القراءات الحزبية الضيقة والخاطئة لما خلف سطور هذه النصائح غير المتعصبة والمتحيزة لأحد فهي مقدمة للأحزاب المتكررة حكميًا (سابقًا وحاليًا ولاحقًا).
# فهذه النصائح بعيدة عن كل ما ذكر ولا يهمها سوى إرضاء ضمائر الأقلام والأفكار الصادقة التي لا تتقلب مع دوران عقارب ساعة السلطة لتدور معها إين ما تدور وتتوقف معها أين ما تتوقف.
# إذ تدور وتتوقف تحريًّا بكل صدق وأمانة الكلمة مع إقامة دولة الرفاهية العادلة أين ما رأت ملامحها أشارت إليها ودعت الأخرين لمساندتها ومساعدتها لا هدمها وتقويضها وتدميرها.
# ليكون المقصد العام والسامي هو تقدم الوطن في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها والتي لا تصلح إلا بصلاح الساسة وإن هم فسدوا فسدت.
# لكن للأسف فجل أحزابنا ولمراعاة تقديم مصالحها أولًا والوطن أخيرًا وفي لعبة سياسة السلم والثعبان فإنها تتغافل عن الصعود به في سلالم الرفعة وتقف به حيث تلدغه ثعابين الهاوية.
# إذًا فحتّامَ نحتكم جميعنا لخارطة واحدة و”استراتيجيات” ثابتة للحكم لا تعير اهتمامًا -كبيرًا أو صغيرًا بمن جاء فيه أو ذهب منه فالأحزاب والأشخاص زائلون بينما الوطن باقٍ.
هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.