“برافو” .. اليوم شتلة وغدًا ثمرة ..

0
“برافو” .. اليوم شتلة وغدًا ثمرة ..

بصمة قلم

 

أ/ زكية يوسف

برافو .. اليوم شتلة وغدًا ثمرة ..

قبل مدة من الزمن قامت إحدى المؤسسات العريقة على يد القادم الجديد والذي عرف عنه الطموح والحراك بتجديد دماء كل ما أُرجع زمام الأمر فيه إليه حيث سعى إلى احداث نقلة نوعية كُبرى كانت محط ملاحظات الجميع ونهضت على يده عدد من المرافق الملحقة من رياض الأطفال ودور العرض وغيرها من المناشط الحيوية هذا بجانب اهتمامه برصف الطرق التي كانت تؤدي إلى بوابة مؤسسته العريقة ولدى الافتتاح الذي صاحبته هالة من الاحتفائية البهيجة وجدت احدهم ساخطًا ناقمًا وهو ينتقد فكرة تزين المكان بنخيل صناعي امتد على طول الخط والذي علمت فيما بعد إنه أحد الزراعيين المخضرمين وأبرز ما رسخ في ذهني من حديثه ذاك (هسه بدل النخيل الصناعي لو قاموا بزرع شتلات نخيل حقيقية مش كان أفضل وأحسن .. بلد معروف عنه أنه زراعي ويجري بين جنباته أغني أنهار العالم يباهي بمجرد نخيل من بلاستيك).

حديث الماضي هذا ايقظته اكتحال عيني لدى انجازي إحدى المشاوير اليوم بمشهد النخيل الباسق الذي تزين به الشارع الأمامي لمصنع بوهيات المهندس بمنطقة العكد .. الفكرة رغم بساطتها إلا أنها حملت الكثير من الدلالات العميقة فكل الزائرين والعابرين ممن حملتهم أمانيهم وقادتهم خطاهم لأجل الاستثمار ها هنا حتمًا سيسمعون وينصتون جيدًا لأحاديث هذه الارض وهي تخرج من بطنها ما يُشتهي من الزرع والثمار.. بالطبع لا يمكن أن يكون بالسهولة جذب وإقناع أحدهم بجدوى خصوبة هذه الأرض وهو يقطع فيافي قاحلة بأودية غير ذات زرع تشاكسها أشعة الشمس لتنجب السموم وعاتي الرياح فانطلاق مركبتنا الاستقطابية نحو الغير يجب أن يصاحبها اهتمام بالجوهر يغنينا عن ذكر مزايا ما نملك من قابلة تكرارنا الببغاوي( لدينا الأرض الخصبة الشاسعة والمياه الوفيرة الجارية.. الخ) فتطوير وتنمية العقلية الاستثمارية يجب أن تكون لسان خطابنا إلى الأخرين لا أن نكتفي بمجرد استيراد أشكال من اللعب والزينة البلاستيكية للخضر والفواكه كان يمكن أن تطرحها هذه الارض ثمرات خضراء يانعة لتتقاسمها مدن ومطارات الخارج ويكون المردود حيازتنا لعلامة تجارية لا تنافس لمطابقتها كل المقاييس المطلوبة والتي بات العالم ضحيتها اليوم بجانب اكتناز خزائننا بالعملات الصعبة من شاكلة اليورو والدولار.

بيت القصيد ..

لو كل مؤسسة حذت حذو بوهيات المهندس وقامت باستصلاح واجهاتها وما اتسع من أركانها الداخلية بالشتلات المثمرة والظليلة سيتغير الحال لدينا كثيرًا ومن خلالها يمكن أن نكافح تبعات التغيير المناخي وعوامل التعرية.

والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!