اتيتك مرغمًا.. فلاتذيقني العذاب

أ. زكية يوسف
بصمة قلم
اتيتك مرغمًا.. فلاتذيقني العذاب
استطيع استيعاب أن يتخلل العرق الجسد نتاج عمل محسوس يبذل فيه الجهد والطاقة كمزارع ينكب على أرضه لتطرح ثمرًا أو أستاذ مجود يقف على سبورة لايصال معلومة لتلاميذ وطلاب غابت عنهم نعمة التمتع بالتكييف والمراوح نتاج التوزيع غير العادل أو تاجر مواشي وقف هو ومعروضاته من ذات الارواح تحت أشعة الشمس الحارقة بحثًا عن سعرٍ مجدٍ ولكن أن يتصبب المواطن عرقًا في نهار رمضان في غرفة محدودة المساحة حجب عنها الهواء والتكييف في رحلة بحث مضنية عن حقوقه التي أودعها اذعانًا لا اختيارًا بطون البنوك فكرة يصعب جدًا استيعابها وفوق هذا وذاك ستجده يتعرض لكل صنوف الاضطهاد اللفظي والبدني ويترك تحت رحمة استعلائية عقلية إداري البنوك المتخلفة عن ركب التطور العالمي فيما بلغته البنوك وسبل تطوير تعاملاتها تجاه العملاء الكرام الذين يمكن أن تفقدهم متي أحسوا منها تقاعسًا او تقصيرًا بعكس حال بنوكنا ها هنا التي لم تسعى لتجويد وترفيع مستواها التعاملي لأجل مجاراة ومواكبة الواقع الجديد الذي فرضته سياسة التوجه إلى التحول الرقمي.. وأكثر ما يؤلم في سلسلة حكاوي فشل البنوك والتي جعلت من العملاء متسولين لا أصحاب حقوق اقحامها رجال الشرطة في هذا المعترك وهي تجعل منهم مجرد أداة للترهيب والترويع ضد مواطن أعزل ظل يكن في صميم دواخله لرجل الشرطة كل مشاعر الالفة والاحترام ويعرف أنه مادام شريفًا ليس له عليه سلطان فقد كان محبطًا حقًا (تهديد المواطنين الذين اصطفوا على طول الخط بطلب رجل الشرطة لتعليمهم سبل النظام مع الأخذ في الاعتبار أن بين هذا الجمع ستجد الموظف والعامل والأب والأم … إلخ.
ومن المستغرب أن تظل يد البنوك مغلولة إلى عنقها فيما يلي التنظيم والترتيب فعلى أقل تقدير كان يمكن أن يتم تقليد شركات الاتصالات الكبري وهي تمنح العملاء والزوار بطاقة انتظار من أرقام متسلسلة مع توفير كرسي ومن ثم المناداة تباعًا مما يحفظ الحقوق وماء الوجوه والأعجب اصرار البنوك على تلبية احتياجات جمهورها عبر عدد قليل من الموظفين وقد كان من البديهي في ظل هذا الانفتاح غير المسبوق أن تتخلل الاعلانات حوجة البنوك الي وظائف جديدة أو أن يتم الاستعانة بالوافدين من فروعهم التي أُغلقت بسبب الحرب من باب التوسعة وتحسين الخدمات.
عمومًا التجربة التي عاشها المواطنين بين جنبات البنوك ستترك لديهم انطباعًا غير حميد وستذكرهم دومًا بصنوف المعاناة التي يمكن أن تلاقيها وأنت تودع مالك طرف البنوك.
وتسوقنا الأمنيات بالغد الأفضل أن تتبع البنوك سياسة الترغيب لا التنفير وأن يكون شعار أنت أولًا التي يتبناه البعض واقعًا ملموسًا لدى كل البنوك لا مجرد حديث للتلميع والاستهلاك غير المثمر.
والله من وراء القصد.