البنوك ..حيث لا يطيب الجلوس..

بصمة قلم
أ. زكية يوسف
البنوك ..حيث لا يطيب الجلوس..
باتت اهم مفقودات المواطن بطرف البنوك اليوم كرامته التي اهدرت بعد ان احجمت وتقاعست بعض البنوك عن الايفاء بحقوق الناس الذين افرغوا مدخراتهم بداخلها على امل استعادتها متي رغبوا ومتي شاءوا ولكن جاءت سياسات البعض منها بعكس ماتشتهي امنيات المواطنين لتجعل منهم مجرد متسولين يتراصون على عتبات ابوابها ليواجهوا بالصد والزجر احيانا وبالقبول والتلبية احيانا قلائل وقد تفاقم الامر سوءا في ظل تضاعف الحوجة لتلبية احتياجات الشهر الكريم ومقابلة متطلبات العيد السعيد من ملبس ومخبوزات وزكاة فطر وقد شكل الالتزام بالحضور الشخصي للسحب والاستلام صعوبة كبيرة خاصة لفئات كبار السن والمرضي وذوي الاحتياجات الخاصة الذين اضطروا لمجابهة ظروف الاكتظاظ وطلوع السلالم نزولا وهبوطا وممارسة الاصطفاف على جنبات الطوابير التي لايستبين لها اول من اخر.
مشاهد عديدة حملتها ساعات المرابضة والانتظار كان من ضمنها لغة السخرية والتهكم العالية والتي حملتها مداخلات الناس لبعضهم البعض فعندما امر احد النظاميين النساء بافساح المجال لبعض الرجال بالمرور خاطبته احداهن (هو وينم الرجال؟) ليكتفي السامعين بهز رؤسهم ومن ثم الغرق في غلالة الصمت غير النبيل.. وقد كسا الحياء و الاحباط البعض لاضطرارهم بسبب الضعف الذي كان باديا على الجميع اثر رهق اداء شعيرة الصيام وارتفاع درجات الحرارة وانعدام منافذ التكيف الاتكاء على اجساد بعضهم البعض دون ارادة منهم فالاعياء كان قد وصل بالبعض منهم مبلغه ومبتغاه.
وكان مصير البعض منهم عند وصولهم نافذة السحب برغم مابددوه من وقت طويل في انتظار دورهم اعلانهم بان حساباتهم مازالت فارغة وليس بها ما يصرف برغم محدودية سقف السحب اليومي والذي وصل في بعض البنوك حد الثلاثين والعشرين لاغير.
وقد كان من المستفز جدا مطالبة الاغلبية بصورة من الشهادات الرسمية مما اضطرهم الي النزول ومن ثم العودة وقد كان من الاجدي ومن العدالة توفير ماكينة تصوير مجاني فما يؤخذ من عمولة يغطي ويفيض.
ولكن رغم ضبابية الاوضاع وتعقيداتها غير المبررة الا ان بعض البنوك استطاعت نيل رضا وقبول عملائها الكرام بمنحهم حقوق امتياز فضل الانتساب اليها وظل سقف سحبها لليوم يعادل المائة واحيانا يفيض عن ذلك.
ختاما نتمني ان تراع البنوك ظروف عملائها وتمنحهم اليسير من الاهتمام والحقوق والمراعاة.
والله من وراء القصد