مستشفى بربر وتمثيلية ميزان الضغط

0
مستشفى بربر وتمثيلية ميزان الضغط

بسم الله الرحمن الرحيم

جدير بالذكر

د. معتز صديق الحسن

mutsdal55@gmail.com

مستشفى بربر وتمثيلية ميزان الضغط

* مستفى بربر وما أدراك مستشفى بربر والذي لن نمل من الحديث عن معاناته ومراراته وإخفاقاته إلى أن يقيض الله له -عاجلاً وليس آجلاً- من أولي الأمر بالولاية والمحلية من الحكام والإدارات الصحية من يأخذ بيديه -بإذن الله- إلى عاقبة أمر كله رشد.

* لأنه من المؤسف جداً فيه استمرار ترديد “الأسطوانات” المشروخة عن غياب الكوادر الطبية المختصة بالمرة وانعدام جل اجهزة الفحص والصور وندرة الأدوية في صيدلياتها و… و… وهذه القائمة السوداء تطول وليتها لم تطل.

* لكن لم يكن في أقصى توقعاتنا السيئة الوصول فيها عن قصد مع سابق الإصرار والترصد لمراحل الخيار و”الفقوس” في المرض وكذلك الغش والخداع والتمثيل للتمثيل بصحة المواطن.

* فهل إداراته تبادلت الأدوار مع المسرح القريب منها بإجادة أدوار تمثيلية غير معروفة البدايات وكم استمرت دون اكتشافها أم أنه ليس في الأمر عجب فالأطباء المزيفون لا يكتشفون بالسنوات فما بالك بالأجهزة المزيفة والمعطوبة.

* لتتم إزاحة الستار لرؤية هذا المشهد التمثيلي عندما تم وزن الضغط لأحد المواطنين البسطاء والذي لا تهم نتيجة قياسه هل هو مرتفع أم منخفض أم في المعدل الطبيعي؟

* فكل هذه الجهود تم نسفها عندما تقدم حامي الحمى وراعي الرعية بالمحلية ليعتذر له الطبيب بلطف وأدب عفواً سيدي لن أستطيع القيام بالمهمة السامية والخاصة بقياس الضغط خاصتكم فميزاني هذا به خلل ونتائجه غير دقيقة.

* عندها ثارت ثائرة المواطن المريض لكن كانما أعتذر له الطبيب بلسان حاله بصوت لا تسمع إلا همسه وبعذر أقبح من الذنب بأنه يخشى لاحقاً إن لم يصدق مع المسؤول من عواقب الخصم والايقاف أو الفصل حتى.

* فنشكر لك السيد رئيس المحلية حضورك مستشفياً بمستشفانا سواءً أكان اختياراً أم إضطراراً ولم تذهب لعطبرة أو الخرطوم ولا ندري هل هي من سوء حظك أم حسنه لكن المؤكد أنها من حسن حظنا ورب صدفة خير ألف من ألف ميعاد.

* بل إنها صدفة خير من ألف تقرير لتسمع وتشاهد كل ما يتداوله الناس بحسرة وآسى بالغتين عن حال المستشفى البئيس والكئيب وصدقت العرب حينما قالت عن أكثر الأخبار صدقاً ودقة إنما الخبر المعاينة.

* ما يعني أن هناك المئات أو ربما الألاف من المرضى الذين مروا عبر هذا الميزان غير الدقيق فرفع المنخفض أو العكس أو أفتى لغير الطبيعي بأنه طبيعي أو العكس فبالله عليكم هل الخلل هنا في الميزان أم الطبيب؟!

* ما يترتب عليه كتابة وإعطاء أدوية قاتلة أو ممرضة لأنها هي معكوسة وخاطئة الاستخدام أو بغير حاجة إليها على الإطلاق هذا إن وجدت في صيدلياتها ولم تحضر من الصيدليات التجارية بأسعار أكبر ففي كل الحالات -لا حالتين- فالمريض هو الضائع.

* بداية كنا نرجو من سيادتكم اتخاذ قرارات سريعة وواجبة التنفيذ بتوفير موازين ضغط في كل المرافق الصحية بالمحلية ومراجعتها ومتابعتها وكذلك غيرها من الأجهزة الطبية المختلفة.

* إضافة إلى مخاطبة الجهات الصحية بمحاسبة المقصرين من المنتسبين اليها من أمثال هذا الطبيب وقبل ذلك التوفير لحوافز تجذب كبار الاختصاصيين وفواتير الأدوية وكل ما يجعل البيئة الصحية جاذبة وبصورة سليمة.

* فهل محلية بهذا الغني لدرجة رفد الخزينة العامة والولائية عاجزة عن شراء ميزان ضغط دقيق لمستشفاها الرئيس توفير كل ما سبق أم أن الأمر كله يرجع لسوء إدارة لا أكثر ولا أقل.

* فالناس يمكن أن تراعي التقشف في المأكل والمشرب والملبس والمركب وكل حاجاتها الأساسية والكمالية وتهجر الترفيهية بالكلية لكن كيف بالله عليكم يمكن أن تلتزم بذلك التقشف في المرض؟!

* ثم ثانياً نسأل الإدارات الصحية هل من ضمن القسم الطبي مواثيق تطالب ببذل الخدمة الطبية بصدق وأمانة مع السادة المسؤولين أما مع عامة المواطنين فلا تفرق كثيراً كيفية بذلها وتقديمها.

* وهل فيها أيضاً مراعاة الطبيب لمصالحه الخاصة إذا تقاطعت مع المصلحة العامة ووقتها لا مساحات فيها لتأنيب الضمير ومراعاة المثل والقيم والأخلاق وكل هذه الإنشاء والكلمات المنمقة.

* نصدقكم القول إن الشك بدأ يتسرب إلينا بخصوص نتائج الفحوصات المعملية وسلامة ودقة تشخصياتكم للأمراض المزمنة خاصة وغير المزمنة عامة ومواصفات وجودة الأدوية هذا إن وجدت و… و… فالثقة التي خرجت عبر أبواب سماوات الأفعال الكاذبة يصعب إرجاعها عبر كوة معسول الأقوال الحالمة والأماني السراب.

* نقطة أخيرة أخشى استمرارية عمل الميزان ذاته ومن قبل الطبيب نفسه فالناس هنا طيبة -عفواً للكلمة- لدرجة البلادة والانفعالية عندها تتوقف عند لحظة الحدث ولا تتجاوزه وأفتها النسيان السريع والعفو في غير محله لأن عفوك هنا يتسبب في اضرار غيرك.

* ولا تتجدد ثورة مطالبها الاصلاحية الا بحدوث مصيبة جديدة لكنها تتعامل معها بذات الصفات السابقة وهكذا دواليك إذن لا غرابة استمرارية مشاكلنا وتضخمها وحالنا هكذا فلن تظهر لها حلول لا في أفق قريب ولا بعيد. هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

أرشيف الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!