مدارس لإسكان الأسر بالإيجار

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن.
Mutsdal55@gmail.com
مدارس لإسكان الأسر بالإيجار
# في ولاية نهر النيل وبعد حضور أعداد كبيرة من الوافدين إليها بسبب الحرب – أطفأ الله نارها- صار من المألوف عند أغلب أصحاب البيوت فيها استقطاعهم لجزء من منازلهم وذلك للاستفادة من ريع إيجارها في مواجهة تكاليف الحياة المرتفعة بصورة يومية وجنونية.
# لكن المستغرب له بشدة انتقال ذات الظاهرة وبحذافيرها إلى بعض المدارس بمحلية بربر وذلك بمرحلتي الأساس والمتوسطة فيها والمؤسف أن المستقطعين لمباني تلك المدارس هم المتبرعين بها سابقًا للحكومة فهل بمثل ما يعود الكلب ليلغ في قيئه هم أيضًا عادوا عن هديتهم؟
# وبلا شك فإن الجهة المنفذة لهذه البيوت المستأجرة داخل المدارس كما أشرنا أعلاه هم أصحاب التبرع السابق بها للحكومة وذلك لأنهم يأتون بعمالهم لاستقطاع الفصول والمكاتب عفوًا لاستقطاع البيوت فيها فيحتار الطالب هل هو في بيوت وحولت إلى مدارس أم في مدارس وستحول لبيوت؟!
# وفي المرة الأولى بل في الخدعة الأولى استقطعوا مكتبًا للأساتذة وأضافوا إليه فناءً صغيرًا وأقرب دورة مياه إليهما والحجة المقنعة وللحاجة العاجلة فسيكون سكنًا مخصصًا للغفير وأسرته فإلى جانب حراسته للمدرسة حتى يوفر فيها ليلًا مياه النيل الصالحة للشرب والزراعة.
# ثم بعد فترة ليست بالطويلة ولأحد الوافدين والذي كأنه من المقربين عندهم استولوا له على فصل كبير وعلى الجزء الأكبر من مساحة طابور الصباح ثم تغولوا على الجانب الأكبر من بوابة المدرسة ليقيموا فيها بوابة منزل صغيرة كمدخل لفصله عفوًا لبيته إلى جانب الإقامة فيها لدورة مياه.
# الأكثر إيلامًا أن هذا الوافد والذي استلبت له أجزاء كبيرة من حرم المدرسة الداخلي وبكل تفاصيلها -المذكورة آنفًا- ليس بمحتاج بل باستطاعته تأجير أجمل المنازل بالمنطقة بدليل أن دابته الفخمة والواقفة في ظل الحائط الخارجي للفصل الذي يسكن فيه لا توجد عند أكبر مسؤول عن التعليم بالولاية.
# ليتوالى الاستقطاع المكاني في تلك المدارس وبمدى زماني قصير جدًا ليصل عدد الأسر التي تم إسكانها حتى الآن إلى خمس أسر وهذا العدد قابل للزيادة مادامت إدارات المدارس وقبلها إدارات التعليم لا تفكر مجرد التفكير في التصدي لإيقاف هذا العبث بمدارس الحكومة.
# ونشير إلى أنه وفي هذا الإسكان الأسري بالمدارس فكل أسرة وحظها بل بالأدق كل أسرة وما تدفعه من إيجار ليحدد على ضوئه كل أسرة وما يستقطع لها فصلًا أو مكتبًا أو مخزنًا صغيرًا أم كبيرًا إضافة إلى ضرورات الأشياء الثابتة من فناء صغير ودورة مياه.
# والحال هكذا ففصول ومكاتب ومخازن و فناءات ودورات مياه تلك المدارس تتناقص بصورة مريعة وذلك بالرغم من الازدحام الكثيف بتلك المدارس فإلى جانب أعدادها الكبيرة من طلاب المنطقة فهي مضطرة لفتح أبوابها لذات الأعداد المضاعفة من الطلاب الوافدين.
# والدليل على ازدحامها اضطرار إداراتها في المرحلة المتوسطة مثلًا لأن تكون حصص التدريس فيها بنظام التناوب فأيام الأسبوع الخمسة مقسومة على دفعتين إحداها تدرس في الأسبوع ثلاثة أيام والأخرى يومان فقط ثم تعكس مناوبة التدريس بين الدفعتين للأسبوع القادم وهكذا دواليك.
# كل العزاء لو وجّه إيجار هذه البيوت المدرسية لما تحتاجه تلك المدارس لمطلوبات تسييرها؛ لأن المعطيات تشير إلى ذهابه لجيوب المتبرعين بها سابقًا للحكومة؛ لأن تلك المدارس ما زالت تفرض الرسوم الشهرية الكبيرة على طلابها وتلاحقهم أيضًا لرسوم طباعة الامتحانات ووصولًا لأوراق النتائج.
# لنسأل هنا عدة أسئلة وإن كانت مثل هذه الأسئلة لا أحد من المسؤولين الصغار أم الكبار يهمه الإجابة عليها لكنا نسألها؛ هل هذه الكثافة العشوائية من البيوت للأسر داخل المدارس من ناحية تربوية صحيحة؟ وإذا كانت غير صحيحة فما هي الآليات الناجعة لمحاربتها ومنع تكرار حدوثها مستقبلًا؟
# أخيرًا لن نكرر القول المعتاد في مثل هذه المصائب أنه إذا كانت إدارات التعليم لا تعلم بها فتلك مصيبة لأننا نعلم أنها تعلم بها كما أيضًا لن نقول إذا كانت تعلم وتسكت عن ذلك فتلك مصيبتان لأنها وإلى الآن ومع علمها بذلك فهي ساكتة لم تقل شيئًا وستظل ساكنة ولن تفعل شيئًا.
# لكنا نقول سلام على إدارات مدرسية وتعليمية حكومية سواءً كانت ولائية أو اتحادية ترضى منذ اليوم الأول بالتدخل في مدارسها ومؤسساتها من قبل المتبرعين بها سابقًا وعندها هم فقط من يحق لهم التعيين والموافقة على إداراتها وأساتذتها بل حتى طلابها وعمالها. هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.