لا للمركزية في ولاية نهر النيل

2
لا للمركزية في ولاية نهر النيل

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com

“لا للمركزية في ولاية نهر النيل”

# لابد من التشديد والتأكيد أولًا على أن التناول لبعض الشؤون الولائية لإسداء النُصح وليست من باب الدعوة للتحيز أو المناطقية وإنما لغرس وحصد التميز وإقامة الحجة المنطقية.
# وبالدخول للموضوع مباشرةً فيا أيها المسؤولون بالولاية لماذا تسعون دومًا وهرولةً إلى تركيز المشروعات الأخيرة والمهمة في مدينة بعينها وتحديدًا مدينة عطبرة؟
# أما تضعون في حساباتكم تجربة المركزية السابقة في البلاد ككل حتى تتجنبوا مراراتها ومساوئها الماثلة أمامنا الآن وذلك بعد أن منحت ووضعت كل شيء في عاصمة البلاد؟
# إذًا إذا لم نستفد من درس المركزية السابق والمُر والذي فضحته هذه الحرب الأخيرة -أطفأ الله نارها- فكأننا نكرر ذات التجربة الفاشلة ونتطلع فيها لإحراز نتائج مختلفة تمامًا وبل ناجحة.
# بالمختصر ليس ثمة داعٍ للإصرار على تكرار ذات السيناريو المركزي في واحدة من مدن الولاية واستبعاد الأخريات جميعها إلا في حالة اضطرار للتظاهر ببعض اللامركزية ولو لبعض الوقت.
# وأمثلة المركزية فيها عديدة لكن المثال الواضح والفاضح الأخير والمتعلق بإعلان إقامة مصفاة للذهب بعطبرة والمدينة وليس تقليلًا من شأنها لا تنتج جرامًا واحدًا منه.
# بينما الأَوْلي وبلا تأخير تفكير أن تكون مصفاة الذهب في أكثر المناطق أنتاجًا له مدينة بربر نفسها أو العبيدية أو في مدينة أبو حمد أو بأشهر مراكزها التعدينية منطقة قبقبة مثلًا.
# وبمثل ما نقول إن مصفاة الذهب لابد أن تكون في مناطقه فبالمقابل إذا أردنا إقامة المزيد من الورش لصناعة إسبيرات السكة حديد فلن نطالب إلا بأن تكون بمدينة عطبرة.
# إذًا فلنستبعد حجة أن الحركة التجارية في تلك المدن ضعيفة لأنه وبطريقة تفكيركم العملية وغير العلمية هذه ستظل تلك المدن ضعيفة ما لم تمنحوها حقها المستحق لتنهض شيئًا فشيئًا.
# فلا تكابروا بأن تلك المدن ليست لديها مقومات لمثل تلك المشروعات -ومشوار الميل يبدأ بخطوة- فإن لم تمنحوها لها وتقيموها فيها فلن تقوم لها قائمة على الإطلاق.
# بمعنى أن مدن الولاية الأخرى والمستضعفة من قبلكم لن تنمو ولن تكبر إلا بمنحها حقها المستحق خاصة في المشروعات التي توجد فيها أساسيات إنتاجها ومقوماتها و… و…
# والأمر لا يحتاج لمثقال ذرة من ذكاء فبالمناطق الزراعية والتعدينية وفي كل منها وعلى التوالي فلتقم فيها -هي نفسها لا في غيرها- المشروعات الزراعية والتعدينية وهكذا دواليك.
# على العموم فهذه التصرفات الخرقاء المركزية تذكرنا بمصنع قدو والمقام للغزل والنسيج في منطقة لا تزرع فيها لوزة قطن واحدة وإنما سوف يُجلب له بعربات السكة حديد.
# لنسأل وطالما القطن سيجلب له من مشروع الزيداب لمّ لمْ يُقَم المصنع بقرب المشروع نفسه؟ حتى لا تكون المحصلة النهائية أطلال هياكل حديدية لمصنع في وسط الصحراء.
# وبالرجوع للمركزية الولائية وفي مثالٍ ثانٍ فما زالت الولاية تذكر أنه كيف سعت حكومتها لإقامة مستشفًى للشرطة لكنها لم تلتفت ولم تتردد كثيرًا للاختيار ما بين مدن الولاية السبع لتمنحه ذات المدينة المركزية.
# ليصير فيها وإلى جوار مستشفى الشرطة السابق والقديم إجمالًا عدد (2) مستشفى للشرطة وكأن الشرطة لا تهتم بالمنتسبين إليها ولا بالمواطنين في مدن الولاية الست الأخرى.
# وهنا ننوه بأنه حتى المستشفيات الحكومية الجديدة فلتلك المحلية؛ وإن وجدت منها في المحليات الأخرى فهي في الغالب قائمة بالجهد الشعبي مستشفى البدري الجامعي أنموذجًا.
# مثال ثالث وليس أخير وعند التفكير في إقامة مطار ثانٍ وقبل الصيانة الجارية حاليًا في المطار القديم فقد اُقترح تسميته بمطار عطبرة (2) وإن كانت امتدادات وجوده كلها في محلية بربر.
# وهنا نقول لو كنت المسؤول عن تسمية المطارات بالولاية لما أطلقت على اول مطار دولي فيها اسم مدينة بعينها إلا إذا أنشئت مطارات أخرى وليكن مثلًا مطار النيل الدولي .
# وأخيرًا أتوقف عن ضرب الأمثلة وكلي يقين بأن المواطنين في محليات الولاية الأخرى لديهم أمثلة لمشروعات كبيرة وجميعها أخذت منهم من أجل عيون المدينة المركزية الواحدة.

هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

2 thoughts on “لا للمركزية في ولاية نهر النيل

    1. أخي العزيز أ. مصعب يس
      ممتن جدًا للمتابعة والتقييم الجميل
      وردًا على مشاركتكم بالرأي للموضوع أرفق لكم رد الأستاذ الاقتصادي د. عبد العظيم مدثر والذي جاء فيه كل ما ذكر أدناه

      شكرا الأخ د معتز على هذا المقال الرائع الذي تناول مركزية الصناعه في بعض محليات ولاية نهر النيل وذلك نقلا لنفس تجربه المركزيه على المستوى القطري بولاية الخرطوم هذه السياسه التي لم تكن موفقه واهملت التنميه المتوازنه في الريف وللأسف حدثت خسائر كبيره في الاقتصاد القومي بسبب الدمار الذي احدثته الحرب في كل المصانع بولاية الخرطوم حاولت في دراسه بحثيه قصيره مع صعوبة المصادر الاحصائيه ان اعرض مقارنه مباشره بين محليتي بربر وعطبره وعن اسباب حصول محلية عطبره على فرص كبيره في التصنيع واخر ذلك كان مصنع الذهب رغم ان مساحة عطبره في حدود ثلاثه وثلاثين كيلو مربع وبربر ثلاثون الف كيلو مربع اي ان مساحة عطبره هي حوالي عشر مساحة بربر اذا صح المصدر الإحصائي الذي اخذت من المعلومه محلية بربر بطول حوالي مائة كيلو على النيل ثم إن محلية عطبره هي الاقل مساحه في محليات ولاية نهر النيل السبع وا كبرها مساحه هي محلية ابوحمد وهكذا جاءت نتائج البحث مبررات توصح تميز محلية عطبرة على محلية بربر رغم كون بربر أكبر مساحة وأغنى موارد، يعود إلى عدة أسباب تاريخية وجغرافية وتنموية يمكن تحليلها كما يلي:

      1. العامل التاريخي والتخطيطي:

      عطبرة مركز السكك الحديدية:
      عطبرة كانت مقرًا رئيسيًا لهيئة السكك الحديدية السودانية، ما جعلها مركزًا حضريًا منذ بداية القرن العشرين، وجذب العمالة والخدمات.

      بربر فقدت مكانتها التاريخية:
      رغم أن بربر كانت مركزًا تجاريًا بارزًا خلال العصور القديمة، إلا أن دورها تراجع بعد تحوّل الطرق التجارية والبنية التحتية إلى عطبرة.

      2. البنية التحتية والخدمات:

      عطبرة مركز إداري وصناعي:

      تحتوي على مؤسسات حكومية ومصانع كبيرة (مثل مصنع الأسمنت ومشاريع الحديد والصلب).

      الخدمات الصحية والتعليمية في عطبرة أكثر تطورًا مقارنة ببربر.

      ضعف الخدمات في بربر:
      بربر تعاني من ضعف الاستثمارات في البنية التحتية والتنمية المحلية، رغم مواردها الطبيعية والمعدنيه بما فيها الذهب

      3. الموقع الجغرافي والتجارة:

      عطبرة على تقاطع طرق رئيسية:

      تقع عند تقاطع طرق برية ونهرية هامة، مما سهّل حركة التجارة والنقل.

      قربها من الخرطوم منحها أهمية إضافية كمدينة استراتيجية.

      بربر بعيدة عن المحاور الحديثة:
      رغم موقعها على النيل، إلا أن معظم الاستثمارات والمشاريع تجاوزتها لصالح عطبرة. إذا نظرنا في التعليم مثلا جامعة وادي النيل تأسست في مستوى كليه سنة 1990والان أصبحت جامعه كبيره بينما بمحلية بربر كلية تقانيه مصدقه منذ العام 2015 اي منذ حوالي عشره سنوات ولم تكتمل مبانيها او حتي اعتماد بدايتها في المباني الحكوميه الشاغره لذلك لم تستقبل اي طالب وهي تعطي مثال لتقاعس التنميه في محلية بربر

      4. التركيبة السكانية والاقتصادية:

      عطبرة مركز للعمالة الوافدة:
      العمالة الوافدة للصناعات والخدمات عززت النمو السكاني في عطبرة بشكل مستمر.

      بربر مجتمع زراعي تقليدي:
      الاعتماد على الزراعة والموارد التقليدية جعل بربر أقل جذبًا للاستثمارات والتوسع الحضري.

      5. التخطيط والتوزيع التنموي:

      تركز التنمية في عطبرة:
      السياسات التنموية في السودان غالبًا ركزت على المدن الصناعية كمحاور للتنمية، وأهملت المدن ذات الطابع الزراعي مثل بربر.

      غياب استراتيجية لتنمية بربر:
      عدم وجود مشاريع تنموية مستدامة في بربر حال دون استغلال مواردها الغنية.

      6. التعليم والكوادر المؤهلة:

      الفرص الوظيفية في عطبرة:
      عطبرة توفر وظائف للكوادر المتعلمة، ما جعلها تستقطب السكان من بربر وغيرها.

      هجرة العقول من بربر:
      بسبب ضعف التنمية في بربر، يهاجر كثير من المتعلمين إلى عطبرة أو الخرطوم.

      التوصيات لتحسين وضع بربر:

      1. استثمار الموارد الطبيعية:
      تطوير قطاع التعدين والزراعة بشكل مستدام لخلق فرص عمل محلية.

      2. تعزيز البنية التحتية:
      بناء الطرق والمدارس والمستشفيات لتحسين جودة الحياة.

      3. تنشيط السياحة التاريخية:
      استغلال تاريخ بربر الغني لجذب السياحة المحلية والدولية.

      4. إنشاء مشاريع صناعية:
      استغلال المواد الخام المتوفرة لإنشاء مصانع محلية.

      5. لامركزية التنمية:
      توزيع الاستثمارات بشكل متوازن بين المحليات لتقليل الفوارق وهذه التوصيه الأخ د معتز هي جوهر مقالك الذي يستنفر الهمم لأهل منطقة بربر نأمل ان يكون في منتدى مكتبة بربر اشراقه لتضافر العقول والتجرد من بعض نوايا خفيه مناطقيه داخل محلية بربر كان نتاجها ان تعطلت التنميه في كل المحليه نسأل الله التوفيق .

      خلاصة:

      تميز عطبرة على بربر يعكس تركيز التنمية على المواقع الصناعية والتجارية، بينما تأثرت بربر بإهمال التخطيط التنموي رغم مواردها الغنية. معالجة هذا الوضع يتطلب رؤية استراتيجية شاملة لتفعيل إمكانات بربر المهملة.اعتقد الان بعد الحرب تغيرت كثير المعادلات الصفوويه محلية بربر اصبح أمامها فرص ذهبيه نتيجه لهجرة راس المال ورجال الأعمال إلى ولاية نهر النيل الامنه اعتقد محلية عطبره لم تعد من ناحية المساحه قادره على على احتضان المزيد من المصانع واصبحت الفرصه متاحه المحليات ولاية نهر النيل السته المتبقيه لتنهض بمنحها فرص الاستثمار بعد استكمال البنيات التحتيه الضروريه اللازمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!