قصيدة بين نفس وجسد الجزء الأول هجر(1)
بين نفس وجسد
(1) هجر
وضعت يديها على وجهها
تخفيه ما الأمر؟!
لمح مأساة قصة مكتوبة
عليه عنوانها الهجر
وطريق دمعة حيرى
منحوت على صفحة
جبينها وهي لا تدري
ترسم للعيان تجاعيد البؤس والفقر
من مشاعر فرح
ماتت مقهورة
فأحتواها الحزن قبرا
*********
لا عليك كيف تصبرين
على الخطب وتنتظرين
حبيباً قلبه حجر
كيف تركنين إلى
سراب أسمه الأمل
وحظك أسود
كجدائل الشعر
*********
أتستمدين لظلام أيامك
شعاعًا أو خافت ضوء من البدر
لن تفعلي
وإن فعلت
لن تجني ثمر
ماذا يفيد النور أعمى
خبريني هل يغنيه من بصر
وأنت محكوم عليك
أن تعيشي في هاوية الخطر
في عتمة حب جريح
مدى الحياة .. مدى الدهر
*********
تتساءلين في نفسك
إلى أين تذهبين
وكل ما حولك أضحى
موحشا وقفرا
رباه هل تعود أنوار الابتسامة
مضيئة مع تباشير الفجر
وأعود من عمق الخوف
آمنة مطمئنة إلى البر
وتؤوب إلى سمائي طيور الحب
تحمل في جوانحها الخبر
صفح من حبيب وبشر
*********
وأنت تتمنين لقاء
قبل أن يذبل الزهر
قبل أن يأفل في السماء
يوماً كوكب العمر
أو حتى خيال من
طيف تلكم الذكرى
وقلتيها من أجل هذا
سأظل أرجو وأرجو فعسى يومًا
أنال المرتجى بالصبر
فتلك حكايتك هل أضفت
فيها من حرف
*********
لا إنها كما نطقت
ما قلت من زور
أخبرني من أنبأك بحذافيرها
وأنا أحتفظ بها في القلب سر
أأنت منجم يقرأ طلاسم الغيب سحرا
*********
قال معاذ الله ما أنا بفاعل
أتؤمنين بقراءة الغيب إنه كفر
لكنني من مظاليم العشق مثلك
والعشاق لا يخفى بينهم أمر
وفوق كل هذا دمعتك التي
أراها على سفوح الخد تجري
*********
وضعت كفها على جبينها
مسحتها وهي شاخصة النظر
فهمهمت بحديث أحسبها
تصبر نفسها
ثم هتفت بصوت عال
في سمع الوجود
سوف أنتظر .. سوف أنتظر
*********
ابو المسماري عبد العزيز القدوابي
6d8yy6