قصيدة الصدى
الصــــــــــــــدى
دقت نواقيس السفر مؤذِنة بالرحيل
خفقات قلوب تأبى تلبية النداء
تبغى أن تطول لحظات المكوث والبقاء
فراق عصيب حط في أرجاء الفناء
*********
هناك وسط أفواج الزحام
تبعثرت فوق شفتيها أحرف الكلام
لم تجر على لسانها كلمة وداع
تأملت في قسمات وجهه مليا
بادلها نظرات حنان وابتسام
*********
وبصوت واهن يغص بالعبرة والدموع
وبقلب يئن بين جنبات الضلوع
ردد مالي أراك شاحبة كمن في حداد
والحزن قد كسا صفحات وجهك بالسواد
وكفك تستقر في يدي بخوف وارتعاد
قولي شيئاً فإني مجروح الفؤاد
*********
ظلت صامتة وفي عينيها كلام
ذرفت عيناها دمعاً
بللت محطات الوداع
أخرجت منديلاً مسحت دماً
رسمت بسمة ممزوجة بشهيق البكاء
ما أروعها ما أجملها رغم العناء
*********
أخيراً نطقت بأحرف مكبلة بالقيود
إني في انتظارك إلى أن تعود
إلى أن تجف البحار ويبقى السراب
إلى أن تضحى الجبال كوماً من تراب
فلن أفتقدك في وعثاء الطريق
فأنت معي دوماً أناجيك حبيب
*********
دوّت أجراس الفراق من جديد
حان الرحيل هكذا حكم القضاء
إلى أن غاب عن حدق المقل
كان يلوح بيد لا تعرف الملل
فطوته الفيافي في متاهات الترجي والأمل
وشوقها المكتوم يسبقه الخطى
*********
انفض الجمع من حولها وهي لا تدري
بقيت في مكانها خرساء كالدمى
هتفت في سويداء أعماقها الجرحى
هل من تدان هل من لقاء
كانت تنادي عليه فيأتيها الصدى
كانت تنادي عليه فيأتيها الصدى
*********
أبو المسماري عبد العزيز القدوابي
مدينة بربر/ القدواب
اكتوبر 1994م