بــرِّوا بــربــر

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutazsd@hotmail.com
بــرِّوا بــربــر
# في كثير من النقاشات الهادفة لتطوير بيئة الكليات الجامعية الحكومية بمدينة بربر دومًا ما يتركز الحديث حول ملاحظة لبعض الأساتذة الزملاء القادمين من مدن وولايات أخرى وفحوى ملاحظتهم تتمثل في أنهم لا يرون أية بصمة لرأسمالية المدينة في تعليمها أو صحتها خاصة وأن تجار بربر أشتهروا وما زالوا في أية مدينة سودانية بأنهم من (كبار سر تجارها) ومساهمين في تلك المدن بسهمٍ وافرٍ في نهضتها وتقدمها وتطورها.
# أحد الزملاء الأساتذة من ولاية البحر الأحمر يضرب المثل بأن البيوتات التجارية بمدينة بورتسودان تدعم الجامعة هناك دعمًا سخيًا فواحدة من هذه الأسر تساهم بإنشاء قاعات الدراسة أو قاعات الاجتماعات الفخمة والمجهزة بكل ما هو حديث ومستحدث بينما أسرة ثانية مثلًا تقوم بإنشاء ورش كبيرة ومكتملة بكل آلياتها ومعداتها الثقيلة والخفيفة وتمنحهم الجامعة فقط دون مطالبتهم بذلك شرف كتابة أسمائهم عليها إعترافًا وتقديرًا منها لفضلهم.
# بكل الصدق أبناء مدينة بربر على مستوى الداخل لا تغيب عن بالهم على الإطلاق هذه الملاحظة السالبة- لأنهم يطأون هذه الجمرة ويحترقون بنارها يوميًا- وذلك بأن بعض أبناء المدينة على مستوى الخارج (داخل السودان أو خارجه) غير بارين بها هذا إن لم يصلوا إلى درجة العقوق لكن يتألمون جدًا عندما يجدوا أن هذه الحقيقة واضحة كالشمس حتى للذين يعملون بالمدينة لوقت قصير ومن ثم يغادرونها ولا ذكرى معهم عن مدينة بربر إلا هذه الملاحظة السلبية.
# إذًا عقوق بعض أبناء بربر تجاه مدينتهم شيء محير ومحبط ولكن بلا شك له أسبابه ومسبباته فهل هذه الجهات كأفراد أو أسر أو جمعيات أو روابط تبرعت للمدينة ولكنها لم تر أثرًا لها فتألمت ورفعت أياديها كاظمة لغيظها؛ إن كان ذلك كذلك فعفا الله عما سلف والآن هذه دعوة منا جديدة للتبرع والعهد وبإذن الله سوف تحصدون ثمارها وسترونها بأعينكم واقعًا معاشًا بعد فضل الله ستكون بفضل ورعاية المنظمات الشبابية المتحفزة للعمل لخدمة مدينتها وهي رهن إشارتكم لمتابعة مشاريعكم بجهدهم ووقتهم وقبل ذلك بعرقهم ودمهم.
# فلنترك كل ما سبق ولن نعيد قلب الصفحات الفائتة السوداء بل ليتنا نستصحب الإشراقات التي كانت فيها ومن ثم نبدأ بصفحات جديدة لنهضة وتطور مدينتنا على أن يتسابق ويسابق فيها الجميع بعضهم بعضًا لنقرأ بين سطور هذه الصفحات الجديدة أسماء أسر كبيرة جاهزة للعطاء فعلى سبيل المثال لا الحصر وبلا طلب فلتتقدم أسرة طلب وجبورة وهلال وهيبة وأبو سبعة والنقرابي و… و… وإن لم تتبرع بمشروعات جديدة خدمة لانسانها المستحق فعلى الأقل تدعم الموجودة وتأخذ بيدها حتى تظهر بصورة تتناسب مع المدينة وتاريخها وعطاؤها ودورها وريادتها للناس (بتعليمهم الحديث ولبس القميص).
# كل ما سبق لا ينفي وجود جهود قليلة لبعض أبناء المدينة والذين هم على رأس مؤسسات حكومية فاعلة في برامج المسؤولية الاجتماعية بأن مدّوا لها يد العون والدعم فأثمرت جهود الباقر يوسف مضوي -له الرحمة- بعناية مكثفة لمستشفى المدينة أيضًا ابن المدينة حسن عبد القادر هلال والذي كثيرًا ما يتبرع لخدمات المدينة المختلفة مثلًا إقامته لخزان أرضي سعته ألف متر مكعب لتخزين مياه المحطة النيلية ثم ضخها بعد تنقيتها وبهذه المناسبة هل المعوقات المعرقلة من بعض الجهات لتشغيل هذا المشروع تمت معالجتها أم لا؟ والتبرع من هلال ليس بغريب عليه لأن يدهم وكأسرة واصلة للمدينة فهم ومنذ تاريخ بعيد يتبرعون لها بمستوصف التجاني هلال منذ الستينات صدقة لروح والدهم غفر الله له وتقبل منهم.
# أيضًا لا ننكر أن هناك بعض الإضاءات التي حظيت بها مستشفى المدينة من قبل بعض الشركات الخاصة كمجموعة شركة حافاب التي أضافت فيها مجمع كامل للحوادث والطوارئ وهو جاهز بكل ما تحمل الكلمة من معنى لروح والدته الحاجة رقية برًا بها وصدقة جارية لروحها فتقبل الله من صاحبها وغفر لوالدته بالإضافة لتعهده وجاهزيته لتشييد وبناء أقسام جديدة بها.
# إقتداءً بهذه النماذج الفردية الناجحة لم لا تدعوا الجامعات فيها إلى إقامة شراكات ذكية مع هكذا نماذج مجتمعية لتساهم معها في حملات التطور بقدر استطاعتها وجهدها إلى جانب المؤسسات الخاصة الكبيرة في المدينة كمصانع الأسمنت المنتشرة في شرق المدينة وغربها أو مشروع الراجحي الزراعي والتي تساهم من باب المسؤولية المجتمعية لم لا نطالبها بزيادة النسبة في ذلك كما نذكر هنا مقالة أحد الزملاء الإعلاميين والمستبعدة تمامًا لمقالة أن(رأس المال جبان) ليردد دومًا طالما أن الرأسمالية في بربر لا تقدم هذه المشروعات والخدمات من باب التبرع لم لا تأتي منهم من باب الاستثمار بدخولهم في إقامة المستشفيات الخاصة أو المراكز الطبية أو… أو…
# أخيرًا ليس شرطًا أن تكون المساهمة مالية وعينية فقط فقد تكون بمنح ودعم وتوجيه الاستشارات الطبية والاقتصادية والهندسية كل بحسب تخصصه يقدّم في الصحة أو التعليم أو في معاش الناس أو البناء والإعمار وهنا لا يفوتني التنبيه بأن كل المدينة تتابع بفخر مشروع شركة أرض بربر الكبرى والذي من عضويته ومشروعاته وطموحاته والذي بدأت أفكاره تخرج من فضاء الأمنيات إلى أرض الواقع والتي سوف يكون بسببها للمدينة شأنها المستحق وللحقيقة فإن أهل بربر لجني ثمار هذا المشروع المتحفز بكل ثقة للنجاح وبذل العطاء لمنتظرون بكل تفاؤل لخيره والذي سوف يحصدونه بإذن الله إنجازًا في كافة المجالات والإتجاهات. هذا ونسأل الله التوفيق والنجاح للجميع آمين يارب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.