مـراعـاة فـروق الوقــت

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com
مـراعـاة فـروق الوقــت
* في أحد أحياء مدينة “بربر”، وفي هذه الأيام الاخيرة من شهر رمضان المعظم، ولأكثر من أسبوع ومنذ الساعة 4:27 إلى 4:33 صباحًا وعلى رأس كل ثلاث دقائق – لثلاث مرات متتالية- يتم رفع النداء الثاني لصلاة الصبح. وتكاد تخشى سماع آذان رابع، وخامس، و… و… (إلى أن تشرق الشمس).
# مما يدخل المرء في دائرة الشك -المتيقن منه-؛ أي توقيت صحيح للإمساك عن المفطرات، وذلك حال انتظاره بين آذان وآخر، أيمسك لأنه سمع الآذان، أم يتناول سحوره -على عجل أو على مهل حتى- لأنه متوقع في أية لحظة من ينادي مجددًا بأن: (الصلاة خير من النوم). فيا أخوتي المؤذنين هل متى استيقظتم أو فرغتم من “مشاغلكم” أذنتم؟!
# فليته أيها المؤذنون “المؤتمنون” تحريتم الدقة؛ فقد تصلي امرأة، أو شخص مريض؛ حال سماعه لذلكم الآذان المتقدم عن وقته؛ لتكون صلاتهم باطلة؛ لأنها قبل دخول الوقت، كما أفتى بذلك الشيخ الدكتور “عبد الحي يوسف” في برنامجه “ديوان الافتاء” على فضائية “طيبة” ذات مرة في هذا الشهر.
# إذًا على طريقة الاذاعة، و”التلفزيون” فليت كل مؤذن منكم في ذلكم الحي بعد فراغه من نداءه وتلاوة ما حضت عليه السنة النبوية الشريفة بعد تمام رفع النداء؛ ينبّه مستمعيه-وهذه من عندنا- إلى ضرورة مراعاة فروق الوقت ما بين “ولايات” المساجد، والخلاوي في شمال، ووسط، وجنوب هذا الحي الواحد لأنه بنداءاتكم المتفاوتة زمانيًا؛ جعلتم كأن هذا ممكنٌ فيه وذلك لتباعده الجغرافي الكبير!!
# وفي خطأ ثانٍ ننوه إلى؛ أنه في ذات يوم رمضاني في بداية الشهر نودي -في أحد مساجد الحي نفسه- بآذان المغرب قبل موعد الإفطار بثلاث دقائق كاملة. وبين هذا وذاك؛ وإن كنا مطالبون بتعجيل الفطور، وتأخير السحور؛ وفقًا للهدي النبوي الشريف: (ما تزال أمتى بخير؛ ما عجّلوا الفطور، وأخّروا السحور) ولكن ليس إلى درجة المخالفة.
# مع التنويه بأن العجلة للإفطار، أو التأخير للسحور؛ لا تعنيان تجاوز المواعيد تقديمًا، أو تأخيرًا؛ بل أن يكونا في الموعد المحدد تمامًا دون زيادة أو نقصان؛ لنحصد بركتي أجر الإفطار، والسحور. ففي الأولي (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) وفي الثانية: (فإن في السحور بركة).
# بعد كل ذلك التضارب في ضبط المواقيت؛ ليس ثمة ما يدعو للتعجب من سيادة الفوضى في كل شؤون دنيانا؛ طالما أننا في أمور ديننا غير دقيقين، وغير منضبطين، وخاصة في فريضة الآذان الضابطة لمواقيت الصلاة؛ فمن ضيع مواقيت الصلاة فما لسواها -بلا شك- أضيع.
# لنتساءل -ويحدونا كل الأمل بمعالجة هذا الخلل وتلافي ذلكم القصور- أين هيئة الارشاد والتوجيه بالمحلية من هذا العبث التوقيتي -عذرًا للكلمة- في شعيرة رفع الآذان؟!! هذا غير تعيين الأصوات المنكرة في درجة المؤذن للدرجة التي لا تفرق فيها -مهما أصغيت سمعك- ما بين أول، ووسط، وآخر كلمات الآذان.
# في حين يبقي المطلوب فيها صوتًا نديًا كصوت بلال رضي الله عنه: ائتمارًا بالحديث الشريف:(علّمها بلال فإنه أندى منك صوتًا). وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام. ورزقنا وأياكم مؤذنين يرفعون الآذان -في رمضان وبقية الأشهر- على رأس الوقت تمامًا. آمين يا رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
أرشيف الكاتب