سمـــــاد (يـوريـا) الصـرف الصحـــي

0
سمـــــاد (يـوريـا) الصـرف الصحـــي

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com

سمـــــاد (يوريا) الصرف الصحـــي

# مهما كانت “سقوفات” توقع سماع الأخبار السيئة على أقصى ارتفاعاتها -في هذه الأيام التي تلد مصائبها المصائبا- والتي هى -بلا شك- من كسب أيدينا إلاّ أنه لم يكن متوقعًا حدوث مثل هذه الأخبار التي لا يمكن تصنيفها إلاّ في خانة أسوأ السيئ.
# ولاحقًا -وكل الحق معكم- إذ قد تعدون حسابى لها فى هذه الخانة غير مناسب -إطلاقًا- نظرًا للتفاصيل التى أريد حكايتها لكم. لذا الرجاء تجهيز المناديل -المعطرة- لأنكم سوف تجدون منها ريح منتنة أسوأ من التي يبثها نافخ الكير.
# وأصل القصة شكوى –بغصة- من مواطن؛ مفادها أن جيوش البعوض اللاسعة قد نقّصت عليهم حياتهم، أو بالأدق اقلقت منامهم؛ لأنهم يسكنون بالقرب من عدة مَزارع كبيرة بالمنطقة.
# إلى هنا والأمر أكثر من عادي -فى زمان اعتياد الغرائب- لكن المزعج فيه أنه يُعزي توالد البعوض بسبب يزكم القلوب قبل الأنوف؛ حيث تروى هذه المَزارع بسماد “برك” مائية (قوامها) مخلفات الانسان.
# وهذه المستنقعات الإنسانية الآسنة لا تجففها شمس الأيام ذوات العدد؛ (لتفوح) منها الأبخرة المزعجة التي إن لم تنتج بعوضة واحدة لكانت كافية. ولكن لمحاربة بعوضها نعلم أنه يكون قبلها تجفيف البرك؛ إلا أنه هنا مطلوب مع التجفيف تعطير الأجواء، وقبلها الضمائر.
# لأن هذه الفضلات المسحوبة -من كل مجمعات اسكان المدن الجامعية بالمنطقة- تدلقها تناكر الصرف الصحي -بقضاء حاجتها- على امتداد أرضية المَزارع المزروعة بسائر الاصناف المغذية للأبقار، والدجاج؛ إلى جانب مغروساتها البستانية المتعددة.
# ليتغذى -جراء ذلك- الناس الذين من حولها لبنًا، وبيضًا، ولحمًا، وتمرًا، وفواكه متعفنة؛ وإن كانت طازجة؛ لأن ما نما من كريهة فهو كريه، وما استوى على سوقه بماء فاسد فهو فاسد فى نفسه، ومفسد لغيره.
# لأن المعلوم -وإن كان من باب مراعاة الذوق فقط- أن استخدام هذه المياه وبعد معالجات كيمائية مكلّفة؛ يصلح لري اشجار الغابات، والحدائق؛ أما استخدامها على أصولها -وبكل علاتها- في انتاج الغذاء للإنسان؛ فهذه سابقة ليست لها لاحقة.
# أم أن الأشجار أفضل عند البعض من الإنسان المكّرم؟!!! أم يا ترى هل فات –جهلاً- على علماء المعامل الذين يفضلونه لزراعة شجر الغابات أن هذا الاكتشاف العلمي الجديد لسماد الصرف الصحي من البشر ولغذاء البشر هو الأصح والأصلح؟!!
# فمن يلحقنا وينقذ حقولنا وجيرانها من هذه (القاذورات) التي احالت نسيمها، وشذاها، وصدح بلابلها إلى سموم، وريح منتنة، وطنين حشرات لاسعة؛ وقبل كل ذلك جعلت غذاء ثمارها أدواء؛ لتضيع في كل صباح حقوقنا في العيش بحياة كريمة، ومستحقة؟!
# أخيرًا مجرد سؤال. هل حقًا ونحن نعايش ونصنع مثل هكذا أوضاع لا يمكن تصديقها أو التنبؤ بها؟ هل وصلنا لمرحلة أسوأ السيئ أم أننا لم نزل بعد في مرحلة أحسن السيئ؟!!!
# لأنى أحسب وكذلك أنتم- لن تختلفوا معي كثيرًا- أنه وبحسب المعطيات الماثلة في أغلب الأنشطة الحياتية المختلفة والمتدهورة في كل يوم- أنّا غادرنّا ومنذ أمد بعيد مرحلة أحسن الحسن. اللّهم أحسن أحوالنا في الأمور كلها. آمين يارب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!