“الـبيــات” الإلكـتـرونــي

0
“الـبيــات” الإلكـتـرونــي

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com

“الـبيــات” الإلكـتـرونــي

# صارت الثورة الإلكترونية الأسرع انتشارًا والأكبر تأثيرًا والأكثر توفيرًا للوقت والجهد والمال وبناءً عليها انتقلت كثير من الدول لإنجاز معاملاتها فيها وبها سواءً أكان في قطاعاتها العامة أم الخاصة وبمجالتها المختلفة (السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها) وذلك بتوفير الجديد من المعلومات عنها وكل عناء الجهد المبذول فيها لا يحتاج إلى أكثر من ضغطة زر أو -بالأدق الأسهل- لمسة زر.
# هذه الصورة الإلكترونية الزاهية حال المقارنة بكيفية استخدامها لدينا وقتها بلا شك سيصيبها الكثير من الضبابية والخسارة لا الوضوح والفائدة بالرغم من المناداة طيلة السنوات الماضية -لدرجة بح الصوت وبهت الحبر- في وسائل الإعلام المختلفة بضرورة تطبيق الحكومة الإلكترونية وتصديق ذلك الواقع السيئ بتجريب الدخول لموقع أية وزارة حكومية سواءً على المستوى الاتحادي أو الولائي.
# مثلًا الوزارات المهتمة بالتربية والتعليم يمكن وصف نشاطها في هذا المجال بأنه موسمي -لا أكثر ولا أقل- فهي تنشط عند الحصاد آخر كل عام بغرض جمع الأموال من (زبائنها) الطلاب بالاتفاق مع شركات الاتصالات عند الإعلان عن نتائج الأساس والثانوي والقبول للجامعات فكأنما تربويًا ترسخ لثقافة مذمومة -بقصد أو بغير قصد منها- إن أية خدمة تقدم لابد أن يقابلها دفع المال وحالها هذا -مع الأسف- يمكن القياس عليه وبحذافيره في مؤسسات أخريات.
# كذلك أوان التصفح لمواقع الوزارات ذات الطابع الاستثماري فالغالب المعروض لمواردها المهمة لا تفصيل فيها سواءً لمساحاتها أو أعدادها أو كمياتها وكذلك لا تفضيل في ميزاتها وأماكنها وحوافزها … إلخ والطامة الكبرى وبمراجعة تواريخها فآخر تحديث لها -وبلا حياء الكتروني- ربما يعود إلى السنة أو السنوات واستمرار الوضع على ما هو عليه كأنما هي تهمل عمدًا بيان المقولة المتبنية للتجديد (لكل حادث حديث) بإصرار عملي بما هو ضدها (لكل قديم تثبيت).

والحال هكذا ربما كثير من المستثمرين يصيبهم داء الاحباط والاحجام من التفكير في الاستثمار في هذا البلد صاحب الفرص الكبيرة المضيعة بهكذا طريقة سواءً زراعياً أو حيوانياً أو تعدينياً …إلخ وذلك أثناء دخولهم عبر البوابات الإلكترونية للوزارات المختصة بتلك الأغراض فيجدوا المعلومات القديمة والشحيحة فتتحول هذه المواقع بإهمالنا وعدم جديتنا في تطويرها وتحديثها إلى (رب نافعة ضارة).

# ولأنه بحسب المتابعة للمواقع الإلكترونية فالأكثر نشاطًا ومواظبة في تقديم خدماتها أيًا كانت وبصورة مواكبة تأتي في المرتبة الأولى وبجدارة مواقع (خاص الخواص) التي يرعاها الأفراد ثم بعده (الخاص) الهيئات الخاصة وأخيرًا (العام) بالمؤسسات العامة الحكومية فهذا الترتيب وبحسب حجم الإمكانيات المالية والكوادر هو مقلوب رأسًا على عقب وصحيحه معكوسه هكذا (الحكومية – الخاصة – الافراد).
# وفي جانب إلكتروني آخر وتحديدًا الإعلامي وأكثر تحديدًا فيه ما يتعلق بالصحف المطبوعة والتي بحسب المتعارف عليه هنا أنها تحتاج فقط لجهد النسخ الكامل في مواقعها الإلكترونية لكن كثيرًا منها يهمل هذا العمل الهين بالشهور والسنوات فلا تجدد فيها وتظل جامدة وواقفة (محلك سر) وما يدعو للعجب إن المهنة نفسها تقوم على وظيفة الكتابة دعك من كونها إنها في هذه الحالة هي مجرد نسخ ولصق لهذه الكتابة الجاهزة لا غير.
# بينما هذه الصحف وفي فورة حماس التدشين الأولى لمواقعها الإلكترونية تبشر بذلك وتواظب عليه لفترة قصيرة جدًا ثم تهمله الى أن تتركه نهائيًا وبدون تقديم اعتذار لمتابعيها وأحيانًا قد لا تلتزم بالنقل يوميًا ًأو قد تنقل من صحيفتها الورقية أجزاءً وتهمل أجزاءً أخرى والاستثناء من كل السوءات السابقة تمثله صحف تعد على أصابع اليد الواحدة ما يطرح التساؤل في حق كل تلك الصحف المقصرة هل يا ترى حتى النقل (بضبانتها) -مع الإعتذار- ليست بقادرة عليه.
# في حين أن بعض الصحف المطبوعة في الدول المتقدمة تجاوزت نقل نسختها الورقية إلى الالكترونية إذ تحولت بالكامل للمجال الأخير-أي الإلكتروني- وفيه تعمل على تحديث أخبارها المكتوبة أولًا بأول وتعدلها -على مدار الساعة- حال ظهور أية مستجدات جديدة فيها محددة زمن التحديث (بالدقة والدقيقة) فصارت بهذه الفورية والحالية مثلها مثل الاذاعة والتلفزيون تمامًا.
# إذًا ليته يتم الاغتنام للأهمية التي تحظى بها الصحافة الورقية لارتفاع معايير الصدق والدقة للمعلومات المتناولة فيها على عكس الأخبار الإلكترونية التي ينظر اليها بأنها غير صحيحة إلى أن يتم اثبات العكس، وذلك بتأكيدها في وسائل الإعلام المعروفة كما أنها أي الصحافة الورقية المنسوخة على “الانترنت” تجد المتابعة الخاصة لدى المتابعين لصحافة بلدانهم سواءً في الداخل أو في بلاد الاغتراب القريبة والبعيدة.
# الجميل المخزي وهذه على طريقة المضحك المبكي إصرار تلك المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بمناسبة وبدون مناسبة على الترويج والإعلان عن مواقعها الإلكترونية المهملة والكسولة بترديدها وتذكيرها لجملة الختام المنوهة لها والتي صارت من المحفوظات (ولمزيد من الأخبار تابعونا علي عنواننا بالموقع الإلكتروني الظاهر أسفل الشاشة) أو المكتوب أعلى الصفحة www. Com).
# كما أن غالب هذه المؤسسات غير الإعلامية أو الإعلامية حتى من (صحافة وإذاعة وتلفزيون) تحرص على أن تعلق بعناية في أحد مكاتبها لافتة ملفتة ومكتوب عليها بخط جميل (قسم الانترنت) بينما القليل منها للمفارقة يواظب على الحضور المتجدد في الشبكة العنكبوتية فهل هذه الأقسام “الانترنيتية” فيها هي مجرد ديكور أم تتمة عدد أم … أم … أم مهمتها الأساسية ماذا هي؟!
# على كل إذا نجونا من الأعذار التي هي أقبح من الذنب مثل الشبكة “طاشة” أو الكهرباء “قاطعة” فبالله عليكم كيف ترضون بأن تضيفوا عليها إهمال التحديث وعدم المتابعة الدورية فهل السبب مرده عدم الاقتناع بالفكرة من أساسها وانما انشائها جاء على سبيل التقليد والمحاكاة ولمجرد “الفشخرة” بامتلاكها مع اسمها للمفتاح الذهبي الالكترونيwww.Com سواءً استخدمته أم لا أم هو تقاعس وبيات الكتروني نتمنى ألا يطول بنا ونصحو من غفوته سريعًا لنجدد نشاطنا فيه بالصورة الواجبة والمطلوبة.والله ولي التوفيق. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

أرشيف الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!