أهـكــذا إقـامــة الصــلاة؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com
أهـكــذا إقـامــة الصــلاة؟!
# صقع المصلون في مسجد إحدى الكليات الجامعية وذلك عندما تقدم أحد الطلاب مستلمًا مكبر الصوت بكلتا يديه لإقامة الصلاة ليرددها هكذا: (الله أكبر الله أكبر، حي على الفلاح، حي على الصلاة) فقاطعه بعض المصلين الذين لم تلجمهم الدهشة بالسكوت ما بين مصّوب وما بين داع للتوقف.
# لولا هذه المقاطعة التصويبية غير معلوم ماذا كان هو قائل بعدها فأراد البعض تقديم أخر لإقامتها من جديد بينما طلب منه البعض الأخر ومن بينهم الإمام إعادتها فبدأ تكرارها بنفس كلمات ترتيبه السابق فانبرى له الامام -جزاه الله خيرًا- وهو يمليه كلمات الاقامة واحدة واحدة من بدايتها إلى نهايتها.
# رأي أخر يستند على أنه طالما أخطأ من المرة الأولى وكرره ثانية فمن المفترض إقامتها من قبل شخص غيره ومن ثم يُعلّم صيغة الاقامة الصحيحة والواجبة بعد أداء الصلاة خاصة وأنها -أي الاقامة- مسموعة على الملأ عبر مكبرات الصوت العالية ولا يتصور أنها من مؤسسة تعليمية جامعية ومهتمة بتدريس الاسلام وعلومه.
# سؤال موجه لعلماء الفقه هل في مثل هذه الحالة تجوز إقامة من يتم تعليمه وتلقينه لها والناس مصطفة لصلاة الجماعة وذلك في ظل وجود من هم متعلمون لصيغتها الصحيحة أم أنه يتوجب في حال هذا المسلم المقصر في تعلمها أن يتم تعليمها له وقت ما أخطأ أم الأفضل بعد أداء الصلاة سواءً أكان من قبل الامام أو المأمومين.
# الجميل توجه الطالب -بعد أداء الفريضة مباشرة- صوب الامام والذي على ذمته قال: (بأن الطالب أفاده بإتقانه لها لكنه تهيب اداءها أمام الجماعة وفي “الميكرفون”) فأوصاه بالمواظبة حتى ينتفي تخوفه. على كل خوف طالب جامعي من الناس في شأن ديني مشكلة كبرى أما الأكبر منها فتنبيهه للناس وليس بمستبعد أن يكون من بين الطلاب من لا يعرفون الصلاة واقامتها وغيرها من أركان الدين الحنيف.
# بالرجوع إلى مشهد تلقين الاقامة كلمة كلمة وخاصة الذين صادف دخولهم للمسجد أو السامعين لها من على البعد عند كلمة التوحيد فقط (أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أنّ محمدًا رسول الله) فأحدهم يقولها والثاني يرددها من خلفه ينبئ كأنما هناك فرد جديد يريد الدخول والانضمام لدين الاسلام ويتم تلقينه الشهادة.
# هذا الواقع المخيف لبعض طلاب الجامعات لا يستغرب معه إذا ما بثت الفيديوهات عن حقيقة الدين المؤلمة في بعض المناطق القريبة من العاصمة لا البعيدة عنها والتي لم تعرف نساءها من هو الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مجيبات بأنه أحد شيوخ المنطقة ومن البديهي أنهن لا يحفظن شيئًا من القران الكريم ولا فاتحة الكتاب حتى ولا يعرفن الصلاة أصلًا ولا … ولا …
# هنا بعض الدعاة –جزاهم الله خيرًا- يخرجون في سبيل الله الأيام والشهور ذوات العدد لتبليغ دين الاسلام وتعليمه في بعض الدول الأفريقية والأسيوية البعيدة؛ فليتهم قبلها يعملون أولًا على تغطية أمثال هذه المناطق الداخلية بالقوافل الدعوية فبلا شك معالجة أسقام القلوب والأرواح هي أولى وسابقة لقوافل-إن وجدت- تهتم بمعالجة أمراض الأبدان فقط.
# ملاحظات كثيرة من قبل المختصين في مجال التعليم العالي توصلت إلى أن الكثير من طلاب الجامعات كتاباتهم خاطئة من الناحية الاملائية ويرسمون الكلمات بحسب طريقة نطقها باللهجات المحلية المختلفة -دعك عن الأخطاء النحوية والصرفية- أما من حيث الصياغة فلا يستطيعون ربط جملة بثانية ناهيك عن فقرة بأخرى كما أنه لا أدنى حظ لهم في ثقافة المعلومات العامة في أي مجال مهم إلا في المجالات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
# مما استدعى المطالبة بالرجوع للسلم التعليمي القديم (6- 3- 3) لأنهم (ناقصين شربة). فيا ترى أين وصلت بشريات ارجاعه وأيضًا دعوات مراجعة المقررات؟ لأنه والحال هكذا من تدهور في الابجديات الأكاديمية فليس بمستبعد إضافة للشكاوى -سابقة الذكر- الاضافة المخزية أن بعضهم راسبون دينيًا لجهلهم بأمور دينهم الواجبة معرفة وتعلمًا وعملًا من صلاة وطهارة وصوم و… و… هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.