كبار لكنهم صغار

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com

كبار لكنهم صغار

# تصرفات بعض الساسة -كبار السن- في بلدنا هذا -والذين هم أكلوا على الدهر وشربوا- تجعلك إن كان الكبار كأمثالهم تكفر بالمثل الشعبي القائل حد الافتخار: (الما عندو كبير يشتري ليهو كبير).
# حتمًا لن يكونوا من الكبار الحكماء الذين يتدافع الناس لطاعتهم كما لن تجد مشتريًا لهم في حال عرضهم للبيع فهم بضاعة كاسدة؛ إذًا فمن المجنون الذي يدفع ماله ليجلب لنفسه البلاء والخراب والدمار؟!
# لأنهم بسبب تغليب مصالحهم الخاصة وإن اظهروا خلاف ذلك فهم قد أضاعوا أنفسهم بالكامل بتضييع لسانهم وفؤادهم لقول الشاعر:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده *** فلم يبق إلا صورة اللحم والدم.
# بل حتى المتبقي منهم من صورة اللحم والدم أضاعوها فمن لحومهم لم تتبق إلا هياكل عظمية (فلهم اللحم ولنا العضم)كما أن أقوالهم وأفعالهم منذ أن عرفناهم تدل على أنه (ما عندهم) نقطة دم واحدة.
#وصدق أبو سن حين ما خرق السفينة فكريًا ليغرق أهلها في عرض البحر وذلك عندما كان في الباخرة المتجهة بهم إلى “بريطانيا” لتهنئة الملكة بانتصارها في الحرب وقد وجده أحدهم شارد الفكر.
# ليسأله بم تفكر؟! ليجيب سائله بسؤال هل تعلم إني وجدت الحل لكل “مشاكل” السودان؟ ليستفسره محدثه بكل اللهفة وما هي الحلول؟ ليجيبه بكل الجدية والثقة بأن تغرق هذه “الباخرة” وبكل من فيها.
# كثيرون سيرفضون بحقهم -هذا القول- جملة وتفصيلًا إلا أننا نطالبهم بالا ينظروا لهم دومًا بعاطفة القداسة وقداسة العاطفة ورحم الله الزعيم الأزهري عندما فطن لذلك مبكرًا وهتف: (لا قداسة مع السياسة).
# خاسرة تلك العواطف وقبلها العقول طالما أنها لا تستطيع ولو لمرة واحدة سواءً عن طريق الخطأ أو النسيان أن تقول لمن أخطأ أخطأت بل هو محسن بالزيادة إن أحسن ومحسن إن أخطأ.
# نعم هناك من يحتفظ لهم بموقف “تكتيكي” واحد صحيح ومتبنى من قبلهم لحساب مصالحهم الباطنة وإن كان ظاهره الوطن والمواطن بينما يتناسون ويتجاهلون لهم عشرات بل مئات الأقوال والأفعال الخاطئة.
# ولا يفوتني ذكر أنه يستوي معهم في سوءهم ذلك أصحاب الأيدولوجيات المستوردة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار اسلامي- قومي -ماركسي- بعثي… إلخ فجميعهم يمارسون الاقصاء وعدم احترام الأخر وهو ما يمثل مشكلة الحكم الأساسية.
# وذلك برفعهم لشعارات الشورى والديمقراطية والاشتراكية و… و… وهم أبعد الناس عنها وتنكرًا لها سواءً بقبضة تمكين أو ذريعة تطهير أو … أو … ليكون واقعنا السياسي وفق هكذا معطيات (كلما جاءت أمة لعنت أختها).
# على كل لن تنجح شؤون الحكم والسياسة في هذا البلد حتى تنعتق من قبضة البيوتات الكبيرة وترضيات الأقاليم والتعنصرات القبلية و… و… ويكون الوطن هو البيت الكبير ويرضى به ويتعنصر له الجميع.
# عليه يا ساستنا الكبار الصغار ولجميعكم وليس همسًا في آذانكم بل بصوت عال فإن أقصى أماني الغالبية -ويتمنون تحققها عاجلًا لا أجلًا- يلخصها التساؤل الكبير والمهم متى سوف تعتزلون التنظير السياسي ليرتاح جميع الوطن ووطن الجميع؟
# وتكون أم المصائب لو أنكم تحلمون بالعودة لكراسي الحكم أنتم أولًا وابناءكم وأحفادكم من بعدكم لاحقًا. هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

1 thought on “كبار لكنهم صغار

  1. صدق من قال فيهم:

    ألا يا هنـــد قولي او أجيــــزي
    رجال الدين اصبحوا كالمعيز
    الا ليت اللحى كانت حشيشا
    لتعلفها خيـــول الإنجليـــــز

    فقد أصبحوا بكبرهم الصغير يفصلون الفتاوى بما يرضي سيادة فخامة سعادته، لدرجة تحليل الربا، و تماهيا مع مقتضيات ضرورات السياسة لدرجة إصدار الفتوى بتحريم سفر الرئيس ليجدوا له مخرجا من الحرج الذي يصيبه و هو في حاله جهجهة بين ضروري السفر لحضور القمم الرئاسية و بين رعبه من شرك أوكامبو و الجنائية الدولية.
    و صدق الشاعر القدال مناصحا لهذا الشعب (الطيب) و هو يصف المعسكرين بذات الوصف:

    علي الطلاق
    إن صلاة اليمين إليك مكاء
    و حج اليسار إليك نفاق

    ستصبح ثم تراهم سمانا
    ثم يشد عليك الوثاق
    فليس هناك إمامٌ
    و ليس هناك رفاق

اترك رداً على الحسن الياس حمزة . إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!