بربر مدينة سياحة عالمية إذا (…) وإلا (…)

1
بربر مدينة سياحة عالمية إذا (…) وإلا (…)

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن

Mutsdal55@gmail.com

بربر مدينة سياحة عالمية إذا (…) وإلا (…)

# على مدى اليومين الفائتين (الاثنين – الثلاثاء) من هذا الأسبوع وبمبادرة كريمة من قسم الآثار بكلية الآداب جامعة وادي النيل وبالتعاون مع المركز الإقليمي للآثار بولاية نهر النيل تم بمباني كلية الآداب ومكتبة بربر العامة التقديم لعدد من المحاضرات المتناولة للآثار بمحلية بربر.
# للأمانة فإن أجمل ما في خلاصة هذه المحاضرات أنها كانت ذات قيمة كبيرة وجد مهمة لأنها لفتت الانتباه إلى الثراء الكبير للآثار السودانية عامة (كريمة – حلفا) وولاية نهر النيل(البجراوية- شندي) ومحلية بربر بصورة أكثر خصوصية (الجبانة الملكية شرق ستاد بربر والمدينة الكوشية بمنطقة الضانقيل).
# بكل الصدق وإنابة عن مواطني بربر -إذا جاز لي ذلك- فقد كنت وما قبل الحضور لتلك المحاضرات وفي أي وقت ترد فيه عبارة بربر الحضارة بربر التاريخ من أي مسؤول كان عند مخاطبته لمواطني المحلية كانت تفهم وترسخ العبارة في ذهني بأنها عبارة عن ذم وقدح لا أكثر ولا أقل.
# وحتى لا نطلق القول على عواهنه فإن الفهم السيئ لعبارة بربر التاريخ أنها عبارة عن شتم وإساءة وذلك استنادًا على الإهمال الكبير الذي تعاني منه المحلية في كافة مجالاتها الاقتصادية والتنموية والعمرانية وفي جميع نواحيها ويستوي في ذلك ريفها وقراها وعلى مستوى حاضرتها مدينة بربر.
# لكن بعد هذه المحاضرات وارتكازًا على أمثالنا الشعبية الشفهية ذات الدلالات والمعاني الكبيرة والفخيمة والتي هي نفسها بحاجة للكتابة والتوثيق نقول الما عندو قديم ما عندو جديد وقياسًا عليه يمكننا القول وبملء الفم -وإن كان فيه ماء- الما عندو تاريخ ما عندو حاضر ولا عندو مستقبل.
# لكن شريطة أن يستصحب هذا التاريخ لتطوير حاضرنا وانطلاقًا به لاستشراف مستقبلنا وتقدمه ويكون ذلك بالتنفيذ وبيان للعمل للموجهات السياحية المفيدة والقيمة لتلك المحاضرات فعندها إذا قيلت عبارة بربر التاريخ فحينئذٍ تأتي من باب المدح والثناء والافتخار.
# الإجمال لتلك الموجهات يأتي على رأسها التعريف بالآثار في مجتمع المحلية ورفع الوعي بضرورة المحافظة عليها وحرمة التعدي عليها ثم يأتي بعد ذلك ترميمها بواسطة الآثاريين المختصين لتقدم بصورة جاذبة فتكون مصدرًا للدخل القومي والولائي قبل أن تكون مصدرًا للدخل المحلي.
# على أن يتقدم كل ما سبق توفير الخدمات السياحية المميزة وإن لم يكن بالقرب من أماكن الآثار فلتكن وكضربة للبداية على مستوى مركز المدينة وذلك بإقامة النزل الفندقية المطرزة بالنجوم خماس أو رباع أو ثلاث أو مثنى إلى جانب توفير شركات بصات سياحية وتعبيد الطرق من وإلى مناطق الآثار.
# والدافع والمحفز لكل ذلك على خطى أن السياحة صارت هي المورد الاقتصادي الخامس والمهم على مستوى العالم ككل باعتبار أن هناك العديد من الدول مثلًا (مصر- تونس- المفرب) تعتمد على تسيير ميزانياتها المالية المركزية اعتمادًا يكاد يكون كاملًا وبنسبة كبيرة على مورد السياحة فقط.
# وكل ذلك ممكن أن يتحقق بجعل محلية بربر وجهة سياحية بعد الاستعراض للآثار الموجودة وفي فترات مختلفة -مثلًا لا حصرًا- الكوشية(المدينة الملكية) بمنطقة الضانقيل و”الجبانة” المروية أما في الحقبة التركية (مدينة الحجاج- الضابطية) بمنطقة (القيقر المخيرف) هذا غير المناطق الأثرية الظاهرة والكثيرة والتي تحتاج إلى كشف أسرار خباياها.
# وفي هذه النقطة وعند إعطاء فرصة التعقيب في الختام تفاعل الحضور وعدّوا ولم يستطيعوا أن يعددوا الريادة التاريخية لبربر في المجالات المختلفة الزراعية والصناعية والعمرانية وهنا تحسروا بالتحديد على مركز بوستة المدينة وتبعيته لشركة سودابست. والمؤجرة له كدكاكين استثمارية.
# بينما المؤسف والمفجع وهو التابع لحقبة تاريخية أقرب للحديثة “الإنجليزية” إهمال أنه ثاني مركز في السودان من حيث النشأة بعد مركز سواكن وخروج أول طابع بريد منه وهو يتزين بصورة شاعر بربر الكبير والمعروف إبراهيم الفراش وهو يمتطي راحلته كأول ساعي بريد في البلاد.
# وبالرجوع للبشارات فقد كانت البشارة الكبرى والجامعة لكل ذلك -وبعد التسجيل لكل آثار بربر في المنظمات العالمية- تتمثل في أن متحف بربر إذا ما التفتت الحكومة ومواطنو المحلية لتشييده عاجلًا وبصورة جميلة لتجمع آثارهم فيه وعليه فهو المرشح الأكبر ليكون البديل الأول للمتحف القومي للآثار بالخرطوم.
# لتجيئ التوصيات المحفزة لتنفيذ كل ما سبق والتي نأمل أن ترى النور قريبًا وتمثل أولها في تكوين لجنة قانونية مهمتها تسجيل المناطق الأثرية لتكون تابعة للهيئة الخاصة بها وثانيها تكوين لجنة إعلامية وثالثها تكوين منظمة مجتمعية تطوعية والاثنتين من أبناء بربر ومهماتها الترويج والتوعية بأهمية آثار المحلية في داخلها وخارجها.
# تنويه مهم وبما أن المحلية لم تستفد من معدن ذهبها الكثير بإقامة مصفاة للذهب فيها ولا من مصانع الأسمنت فضررهما أكبر من نفعهما فكذلك نذكرهم أن آثارهم هذه إذا لم تجد الرعاية والاهتمام هي الأخرى سوف تسرق مثل سابقاتها هذا إن لم يكن الأمر قد بدأ فعليًا ومنذ فترات طويلة أو أن يطالها الإهمال المفضي للدمار ولا تعد بعدها ذات أهمية تاريخية ومادية تذكر
# أخيرًا إن لم تبادر بالإسراع الحكومات الولائية والمحلية وبإداراتها السياحية على ذات المستويين وقبلهم مواطنو المحلية في تنفيذ كل ما سبق وإخراجه من ظلمات شكوك الأمنيات إلى نور يقين الواقع لأن واقع التوصيات دومًا ينقضي أجل متابعاتها بنهاية الورش الندوات والمحاضرات.
# وإذا حدث ذلك إذًا فالاقتراح المناسب وقتها ضرورة الإسراع بضرب سور كسور الصين العظيم ولو بأسلاك شائكة على كل حدود المحلية وفي اتجاهاتها الثلاثة فالنيل يمثل الاتجاه الرابع لشرق وغرب المحلية وذلك لأن المحلية عمومًا لم تتغير كثيرًا منذ فترة تاريخية طويلة مقارنة بالمدن السودانية الأخرى القريبة والبعيدة والتي جاءت من بعدها.
# وبهذا السور نبارك لحكومات الولاية والمحلية بأنه بالإمكان بل لقد صارت لديهم محلية وتعد بأكملها متحفًا تاريخيًا وميزته الكبرى والمهمة أنه متحفٌ طبيعيً ومحافظٌ على بيئته السياحية بصورة ممتازة ثم ليدعوا بعد ذلك السياح للتدافع لزيارته ومن كل أنحاء العالم.
هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

1 thought on “بربر مدينة سياحة عالمية إذا (…) وإلا (…)

  1. كم عودتنا دوما اخ معتز تلمسك لجوانب كل ما يهم الوطن والمواطن والآثار هي تاريخنا وهويتنا وحضارتنا والحفاظ عليها يتوجب علي الحكومة والمواطن والي جانب ذلك أصبحت تمثل رافدا للسياحة العالمية التي أصبحت العمود الفقري للدخل القومي لكثير من الدول ولكن للأسف لا تجد الاهتمام من الحكومة ولا المواطن ونري كثير من التعديات عليها بالاهمال والسرقه وثقافة السياحه تنعدم عند المواطن والدوله من هذا المنطلق حضرت المحاضره الثانية والتي ألقت حجرا في البركة الساكنه وتكون بداية ان نصحو من غفوتنا ونعمل جميعا للحفاظ والاستخدام الامثل لما حبانا به الله من نعم

اترك رداً على محمد الطاهر الشكلي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!