“بـربـر” تصلـي شطـر “عـسيـر”

بسم الله الرحمن الرحيم
جديـر بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com
“بـربـر” تصلـي شطـر “عـسيـر
# قبل أيام معدودات وبصحبة أحد الأصدقاء استغرقنا تجوالُا في كل أنحاء العالم شرقًا وغربًا وليس في معيتنا دليل أو مرشد سياحي ولسنا في حاجة إلى ذلك طالما في رفقتنا خدمة مريحة، وسريعة، وغير مكلفة هي خدمة “الإنترنت” “Google Earth” “قوقل ايرث”.
# وخلال هذا الترحال اللا جسدي وبلا مقدمات ألقي في نفوسنا بأن نقابل مساجد المنطقة مع الحرم المكي لنكتشف صدفة بأنا لا نولي وجوهنا شطر المسجد الحرام في بعض بيوت الله بمحلية بربر وذلك منذ أول يوم رفعنا قواعدها فيه خلافًا لقوله تعالى: (وحيث ما كنتم فوّلوا وجوهكم شطره… الآية).
# فكانت الصدمة جد كبيرة فأخرست الألسن ودهشت الأعين وفغرت الأفواه لتتسارع الأيدي بخوف وذهول عبر محرك البحث لمزيد من التأكيد متنقلة من منطقة لأخرى ومن مسجد لأخر لتحديد هل اتجاه محرابه نحو القبلة صحيح أم لا؟
# وخلال هذا المسح التصحيحي – في منطقتنا لوحدها – وجدنا أرقامًا كبيرة وحقيقة مزعجة تفيد بأن قرابة نصف مساجدها مسجدان و”زاويتان” من مجموع التسع المقامة فيها كأماكن لصلاة الجماعة تصلي – مع اتجاه الشرق في خط مستقيم – مولية وجهها شطر منطقة عسير في قرابة أقصى جنوب المملكة السعودية.
# ومن “مساؤي الصدف” فيها أيضًا أن جميعها يتفق في الأقدمية التاريخية لنتجه لنفس القبلة الخاطئة اقتداء بتلك المساجد حتى في بيوتنا منذ أن وعينا ووعي أجدادنا، وقياسًا على نفس اتجاه قواعد هذه المساجد الأربع نصل إلى أن كل مسجد “قديم” بالمحلية مقابل للقبلة الخاطئة؟
# والدليل أن الخمس الباقية مختلفة عنها وتميل قليلًا – أو أكثر تحديدًا – إلى قرابة منتصف المنتصف ما بين اتجاهي الشرق والشمال عند التأمل بدقة في خارطة تصميمها فكانت قبلتها صحيحة في ظل توفر المعينات الحديثة المساعدة في تحديدها بصورة أكثر دقة فهي حديثة التشييد إذ أقدمها عمرًا لا يتجاوز الخمس سنوات.
# وبهذه المقارنة الواضحة نتيقن أن تلك المساجد “القديمة” عند بناءها لم يراع فيها تحديد القبلة بشكل صحيح وإنما كان تحديدها خبط عشواء؟ بمعيار كلنا في (القبلة) شرق لنسأل هيئة الدعوة والإرشاد بمحلية بربر ماذا أنتم فاعلون وقد علمتم بأن الصلاة هنا تؤدى فقط بتوجه الوجوه تلقاء أي بقعة من البلد الحرام وليس إلى بيت الله في مكة قصدًا نيةً ومكانًا؟
# وهنا نسدي بعون الله نصحًا نحسب أنه مخالفًا لرأي “البصيرة أم حمد” بأن تذهب لجان من قبل مجلسكم الموقر بغرض تبيين هذا الخطأ المستمر داخل هذه المساجد منذ البداية من عشرات بل قل مئات السنين ومن ثم تنتقل من قول التوضيح هذا إلى فعل الإصلاح له.
# وذلك بأن ترسم علي فرشها خطوطًا ثابتة الأثر بحسب اتجاه القبلة بدءًا من “محراباتها” وانتهاءًا بأخر صفوفها كما لاحظته في أحد بيوتات السكة حديد بعطبرة والذي استغل لاحقًا كـ “زاوية” فتبين القائمون عليها اتجاه القبلة الصحيح وبيّنوها للناس.
# فكذلك أفعلوا وإن بدت صفوفها مائلة فلا شك عندنا من أنه فرضٌ وخيرٌ أن تميل صفوفنا وتقل سعة مساجدنا لمقابلة القبلة التي ارتضاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من أن تستقيم وتزداد أعداد صفوفنا على غير قبلة الإسلام.
# فاستحلف بالله كل من يقرأ هذا المقال بأن يبذل أقصى جهده سواءً أكان بنفس الوسيلة “قوقل إيرث” أم أي وسيلة “تكنولوجية” أخرى حتى يتأكد ويعلم علم اليقين لأي جهة يصلي مسجد منطقته هل يقابل بيت الله الحرام أم لا؟ وإن كان لا؛ فليبلغ بذلك فرب مبلغ أوع من سامع. ألا هل بلغت اللهم فأشهد.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
من أرشيف الكاتب
أوافقك تماما.
و لدي بهاتفي تطبيق خاص بإتجاه القبلة هو تطبيق (qibla finder) الذي وجدت نفسي مضطرا لتنزيله و العمل به بعد ان لاحظت منذ سنوات ذلك الإنحراف جنوبا من قبلتنا التي إرتضاها لنا الله لنولي وجوهنا نحو كعبة (القليس) باليمن وهي الكعبة التي بناها أبرهة صاحب الفيل و اراد صرف العرب إليها.
فلا تستقيم الكعبة شرقا إلا بعد ان نتجاوز مدينة (ابو حمد) بأكثر من مائة كيلومتر.
لقد ظللت انادي بان إتجاه القبلة هو جنوب الشمال الشرقي حتى ظنني البعض مهووسا، و بدأت أظن في نفسي الهوس.
أتفق معك تمامًا.
كنت قد كتبت منشورًا قبل أعوام يتناول نفس موضوع القبلة لاهتماماتي ببرنامج الخرائط، فتحدثت عن بروش رمضان وعدم توجيهها للقبلة.
فيا أستاذنا أخطاء كثيرة في اتجاه القبلة بالمساجد وليتهم يقتنعون بالتصحيح.
فقد تجد من يقول: يا ولد الجامع دا من زمن جدنا فلان…