لا للعـنـصريـة المـنتـنـة

0
لا للعـنـصريـة المـنتـنـة

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutazsd@hotmail.com

لا للعـنـصريـة المـنتـنـة

# في سودان الغرائب والعجائب -وفي الآونة الأخيرة- كثر التطاير -هنا وهناك- لشظايا العنصرية الحارقة والمدمرة و(المهلكة للحرث والنسل).
# والتي أول وآخر ما تحرق أولئك الذين ينادون بها ويعملون لها -وهذا ما يحدث الآن بالضبط- لأن نار الحسد والحاسدين تأكل بعضها إذا لم تجد ما تأكله.
# فمن المستفيد من اشتعالها بالنفخ في تأجيج أوار صراعاتها الشيطانية لتظل جمرة حمراء متقدة مع منع الوضوء من ماء العقلانية لإطفاء غضبها؟
# لتستمر فرية التعنصر فينا كساقية مدورة باتهامنا للآخر والذي هو بعضٌ منا بأنه يهمه ويسعى فقط لإعلاء جنسه ولونه ومكانه ومنطقته و… و…
# مع أنه إذا غلّبنا كفة جنسنا اللونية نحو (أعراب المتنبئ) فنحن عندهم مجرد (عبيد كافوريين) يجب أن (تشترى العصا معنا لأننا أنجاس مناكيد).
# كذلك لا وجيع لنا ولا مرحب بنا إذا ما رجحنا الكفة الثانية “الأفريقانية” لأننا عندهم مدعي سيادة لم نحسن اختيالية الطاؤوس وأضعنا مشية الغراب.
# إذًا لماذا لا نقبل ونتصالح مع أنفسنا بتركيبتنا الثنائية “الأفريعربية”؟ أي دماء زنجية حارة ممزوجة بالعربية عليه فلننادِ بكل فخر أننا سودانيون فقط.
# وإن امتثلنا بجنسية القبيلة “السودانوية” -بحق وحقيقة- أي بلا نفاق اجتماعي وطعن في نسب فلن يعلو بيننا صوت جنس أو قبيلة أو منطقة أو … أو …
# كذلك وللمتحزبين لأمكنتهم مناطقيًا بدعاوى تهميشها فإلقاء النظرة الفاحصة والعادلة في كل أجزاء وطننا تبين أنها مهمشة ومهشمة.
# عليه فلا لادعاء كتابات العنصرية الجوفاء والمنتشرة هذه الأيام في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والمتوهمة لنضالات وبطولات زائفة ومزيفة.
# بل هي لا تؤثر على أنفسها ولو كان بها غنى وجاه وسلطة ناهيك عن لو كانت بها خصاصة لتنتهك كل محاولات التأليف النبيلة لقلوب أبناء الوطن الواحد.
# لأن ما تتقيؤه بعض الأقلام المتعنصرة والمتهمة زورًا للآخرين بالعنصرية تصر على أن جزءهم المعين من البلد هو كل البلد وكذلك كل البلد فهي لأصحاب هذا الجزء وليست لسواهم.
# فحتى المكان تحديدًا الشمال والمتهم من قبلهم بممارسة عنصرية التنمية فيه وله وبحسب ما يعتقدون من اعتلاء أبنائه لسدة الحكم سنين عددًا
# فما أكثر الشهادات الداحضة لتلك الأوهام والأكاذيب سواءً من قبل بني تلك المناطق المتعنصرة حاليًا أو من أبناء الجنوب السابق أولئك الصادقين مع أنفسهم ومع غيرهم.
# لأنهم عندما زاروه ووجدوه عبارة عن مجموعة صحاري بلا أية خدمات لا ماء ولا صحة ولا تعليم ولا كهرباء رددوها جهرًا وفي الوجوه (أنتم أولى بالتمرد منا).
# وبلا شماتة فادعاؤكم للحرب في مناطقكم بسبب تعنصر الآخرين ضدكم فعلام استمرارها ولذات السبب أي العنصرية في ما بينكم وإن زال مثلًا الحكم السابق سبب تهميشكم كما تروجون؟!
# أم كأنكم تريدون القول وإن كان في الظاهر اتفقنا على عدم الاختلاف إلا أن ممارساتكم في الباطن الذي بدأ يخرج للعلن تؤكد على (اتفقنا معهم على ألا نتفق).
# فحتى متى نظل جميعنا نستجيب وبلا وعي بل بغباء لإذكاء نيران الفتن في ما بيننا ليفرح بذلك عدونا الحقيقي والمدعي للإنسانية والإخاء والصداقة؟
# فيحركنا في المعارك المختلقة بيننا كأحجار في رقعة شطرنج ليقتل بعضنا بعضًا وعند إخلاء أي من ساحاتنا يستفيد من ثرواتها النفطية والمعدنية و… و …
# إذًا فلندع هذه العنصرية المنتنة والتي لم يكسب فيها أحد منذ شعارها الأول (نحن شعب الله المختار) وإلى يوم الناس هذا (لضعف المُتَعنصِر والمُتَعنصَر له).
والله نسأله إصلاح الحال والأحوال. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!