التـدخـيـــن “قـاتــل” للصـحـــة

0
التـدخـيـــن “قـاتــل” للصـحـــة

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com

التـدخـيـــن “قـاتــل” للصـحـــة

# صور صادمة ومقززة ومشوهة لخلق الانسان الذي هو في أحسن تقويم وذلك عندما تقع عيناك على كل القبح والمآسي التي تطل منها بوضوح بالرغم من اشاحتك لبصرك عنها سريعًا لأنك لا تستطيع وإن أرغمت نفسك على إدامة النظر فيها طويلًا.
# مجموعة الصور سيئة الملامح هذه تجدها مطبوعة في واجهة “صناديق السجائر” فالذي له عقل ويبصر بقلبه لن يتعاطاها بعد رؤيته لها وكيف أنها تلقي بالأنفس في التهلكة -والتي بلا شك (أن ضررها أكبر من نفع غير موجود فيها) على الإطلاق- (لكنها لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور).
# ما تحكيه الصور بوضوح لا لبس فيه كم هو مقرف وقبله مؤلم من شفاه وأفواه يسيل من بين أورامها -المكتنزة بالتورم- الدم والقيح والصديد فهل بعد كل مناظر الألم والمرض والموت البطيء هذه أهناك من يستعد لإنفاق أمواله -ضررًا واضرارًا – للسير في طريق الانتحار السرطاني هذا؟! فيتعب نفسه أولًا والأخرين معه ومن بعده.
# فما أسفه الإنسان عندما يضل عن (هداية الصراط المستقيم) فيبذل أمواله -برضا كامل- ليمرض صحته ويكدر راحته وينغص عافيته فيستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى فيدفع الصحة والأمل والحياة لينال في مقابلها وبتجارة خاسرة المرض والألم والموت.
# الأكثر إيلامًا العبارة المنقوشة (التدخين السلبي يؤدي إلى الإجهاض والتشوهات الخلقية) والتي في ما معناها أن مضار التدخين لا تتوقف عندك لوحدك (في مالك ونفسك) بمعنى آخر إن صحت العبارة هنا وتحديدًا في وزر آثاره المرضية أنه (تزر وازرة وزر أخرى) لتمتد آثار الخسائر فتكلفك الأهل والولد أيضًا.
# لذا ترى في بعض الدول التي تراعي خصوصية الإنسان تمنع بحزم وتفرض الغرامات الرادعة في حال التدخين في الأماكن العامة بينما هنا لا يتم المزاج والكيف الا فيها–فأي مزاج وأي كيف هذا- لا يراعي إحساس الأشخاص الأخرين سواء أكانوا في البيوت أو المكاتب أو المواصلات لأن المدخنين وغير المدخنين جميعهم متضررين.
# عليه اقترح أن العبارة المضللة (التدخين ضار بالصحة) لم تعد تكفي وكذلك توضيح آثار أضراره بالصور لم تقنع المدمنين بالإقلاع عنه فلم لا يحرم التدخين مثله مثله الخمر الذي تحرمه الدولة اقتداء بالسنة الشريفة فتعاقب صانعيها وتجارها ومروجيها وشاربيها و…و…
# إذًا ليته تكف الدولة عن تكريم أصحاب المؤسسات التي تصنع هذا الدمار القاتل من السجائر وكذلك جليسها السيء -المدمر الآخر- (الصعوط) وأشباههما لكن ما يحدث العكس فأنت من أقرب (دكان أو طبلية) تبتاعهما كأنهما من الأشياء الحلال والحلوة والمغذية والمفيدة.
# لا للاعتقاد الخاطئ بأن ضرائبها (التبغية) تزيد الدخل بالعكس هي تمحقه وتنقص بركته وذلك إذا ما أحصينا بصورة دقيقة المبالغ الطائلة المستنزفة لمكافحة ومعالجة آثار الأمراض التي تسببها وقبل ذلك تدميرها لقوة النشاط الصحي شيئًا فشيئًا والتي يعتمد عليها في الأعمال وزيادة الإنتاج لكل بحسب مجاله.
# أخيرًا العبارة (التدخين ضار بالصحة) غير دقيقة كأنما أضرارها قليلة ويمكن تداركها فليتها تعدل وليس كتابة فقط وإنما سلوكًا عمليًا بمكافحته ومحاربته فتصير (التدخين قاتل للصحة) وذلك قياسًا على ما جاء في الخمر (ما أسكر كثيره فقليله حرام) فكذلك (شرب السجائر والشيشة وسف الصعوط) (فما ضر كثيرها فقليلها حرام).
# فهذه العبارة المستخدمة للتنفير تجعلنا نسأل لماذا التركيز على التنفير فقط بل هي على عكس تلافي الضرر الأخف كأنما هي ترسخ للفعل على خطى قاعدة (الممنوع مرغوب) إضافة لتحفيزها بارتكاب الضرر الأكبر وذلك بأنها تؤدي لاحقًا أي عملية استسهال تعاطي المكروهات للجرأة على تناول المحرمات؟
# وذلك بدليل زيادة النشاط الكبير لتجارة المخدرات مؤخرًا (فظهر فسادها في البر والبحر) وحتى الجو عبر السيارات والحاويات والطائرات فانتشرت نيرانها في هشيم العقول بالتعاطي الكبير لها من حبوب أو مشروبات أو حقن بالجرعات المختلفة أو… أو… نسأل الله أن أن يزع عنا هذا البلاء (بصوت) القرآن و(سوط) السلطان. آمين يارب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!