التـداوي بـالقــوة والازعــاج

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutsdal55@gmail.com
التـداوي بـالقــوة والازعــاج
# تدافع بالأيدي والمناكب وأصوات عالية غاضبة أكثر ما يتسيدها عبارة كاذبة عنوانها -القبيح- حب الأنا (دا دوري أنا وما دورك إنت وكان جا شنو وشنو ما بتدخل قدامي).
# من الطبيعي عندنا -وإن كان غير طبيعي ومرفوض- التوقع (مليون%) أن الزحمة أعلاه أمام فرن لأجل “رغيفات” أو في محطة وقود اصطفافًا لبنزين وجازولين أو…أو…
# لن تصدق -بأي حال من الأحوال- أن التفاصيل الدميمة لهذا المشهد تحدث بصورة ثابتة داخل إحدى المستشفيات وبالتحديد في قسم الحوادث وبالأدق أمام باب الدخول لاحد الأطباء.
# المسؤولة عن تنظيم الدخول عاجزة تمامًا عن مواجهة (فتوة شبان) -ليس هذا بمكانها- وبالرغم من نصح الجميع لهم لكن تصرفات مفهومهم للرجولة ظل طابعها استضعاف الآخرين والاستخفاف بحقوقهم.
# استحضرت هنا قصة استشهاد الصحابي عكرمة ومعه اثنان -رضوان الله عليهم- وهم ينازعون الموت وكل ما يقدم الماء لاحدهم يفضل صاحبه وانه أولى به منه فاستشهدوا جميعًا ولم يشرب واحد منهم ولو جرعة واحدة.
# تذكرت ذلك لأنه كان من أخلاقنا حتى وقت قريب أنه إذا جاء من هو أكثر مرضًا ويحتاج المقابلة العاجلة للطبيب كان أصحاب المرض الأخف يقدّمونه عليهم بطيب خاطر مع الدعاء له بالشفاء والعافية.
# وبالرجوع إلى حلبة المصارعة بالمستشفى فمحصلة كل هذا الصراخ بعد مقابلة الطبيب وللنقص الحاد في الدواء والكوادر الطبية فغالب الأدوية تكتب في وصفة خارجية أو التوقيع بتحويل المريض لمستشفى المدينة المجاور.
# اقتراح صائب وللتوفير فليت المرضى يحولون أنفسهم بالذهاب اليها مباشرة فما يضيع فيها من وقت وجهد ويصرف من مال لأجل التحويل يكاد يقارب فاتورة العلاج باضلاعها الثلاثة فلماذا التعب والصرف مرتين؟!
# على كل سيناريو معارك الصراع هذه تعكس عدم تقيدنا بالنظام وإن كنا مرضى اذًا هذا السلوك نفسه من (داء النفوس) التي نحتاج بشدة وعاجلًا التداوي منها قبل (مرض الحكيم).
# إذا لم نحترم أنات المرضى وتاؤهاتهم وسهرهم بتوفير الهدوء الصامت لراحتهم فمن نحترم طالما إنا نزعجهم مواساة وطبطبة بالفوضى والصراخ والشجار…الخ.
# فاذا وصلت منا الهمجية والنعيق للأماكن المحتاجة للتعامل بكل الهدوء اذًا لا غرابة الاحتلال الكامل للفوضى في أسواقنا وشوارعنا ومؤسساتنا التعليمية و…و…
# للأسف تغيرنا للأسوأ كثيرًا وفي مواقف كان يحسن التصرف فيها الصغير قبل الكبير فهل يا ترى السلوك المهذب والتعامل الراقي صار أيضًا من ضمن مسؤوليات الحكومة الخدمية؟! وأنه لا تنتظم صفوفنا فيها إلا بضرب السياط منها. هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.