لا حياة لمن تنادي

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com

لا حياة لمن تنادي

* صار التفاعل ورد الفعل Feed Back”” مع ما تسطره الأقلام من أخبار وآراء وتحليلات كبيرًا وواضحًا وسريعًا وذلك بإبداء الرأي حولها بالتعليق عليها سلبًا دائمًا أو إيجابًا نادرًا خاصة مع انتشار ما تسمى بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة “الفيس بوك” و”الواتساب” و”تويتر” وغيرها.
# لكن الملاحظ أن ردة الفعل المتمثلة في هذه التعليقات ذات الطابع السلبي هي في الأغلب محبطة ومنهارة ومستاءة تمامًا وجميعها تتفق بإجماع كامل مع بيت الشعر العربي الشهير (قد أسمعت إذ ناديت حيًا *** لكن لا حياة لمن تنادي) لتذيل التعليقات بتوقيع واحد لوحده أو مع عبارات أخرى وهو (لا حياة لمن تنادي).
# وحجتهم في ذلك أن كل ما تم تناوله من تدهور كبير وفساد أكبر في سائر الأنشطة الحياتية المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية والتعليمية والبيئية وغيرها كل يوم هي في ازدياد وليست هناك أية اشارات لتغيرها من السيء للأحسن بل هي تتغير من سييء لأسوأ.
# إذن هذا الحديث ليس اعتراضًا على ما تبدونه من آراء لكنا نقول تفاءلوا بالخير تجدوه فالاستجابة لهذه الكتابات الناصحة والراشدة بإذن الله سوف تجد من يستمع إليها غدًا أو في وقت قريب آخر بل قد يكون هناك من يعملون بها في الخفاء ممن استبان لهم النصح اليوم قبل ضحى الغد.
# وعليه فيا أصحاب الأقلام الصامدة الصابرة فلا تبخلوا بحبرها وخبرها ولا تدعوها بحجة أنها لم تحدث أي أثر ملموس فالكلمة المكتوبة أو المسموعة أو المقروءة (إن كانت في يد أحدكم فسيلة منها والساعة تريد أن تقوم فليغرسها) نصحًا وارشادًا وتوجيهًا (فرب مبلغ اوع من سامع).
# إذن فلنغرس شجرات كلماتنا الطيبة ذات الأصل الثابت وفرعها في السماء اليوم وسوف توتي أكلها غدًا بإذن الله وإن لم نقطف ونأكل من ثمارها نحن فعسى أن يخرج من الأصلاب من يجني ثمارها فكما غرس أباؤنا فحصدنا فلنغرس نحن ليجني ابناءنا وهذا يتطلب منا البعد من الأنانية وعدم غرس شجرة الكلمة الخبيثة التي تجتث من فوق الأرض ومالها من قرار.
# أخيرًا نذكر بأن هذه الكتابات الباذلة للنصح أنها تأتي من باب التغيير للمنكر امتثالًا للدرجة الثانية والوسطي منه (فمن لم يستطع فبلسانه) والقلم لسان وكذلك للميكرفون والكاميرا ألسنة إذن فلنقل بها ما يبعدنا من أن نكب في النار لأنه لا يكب الناس في النار الا حصائد ألسنتهم أو كما قال الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
# أما التغيير باليد الدرجة الأولى وفي حال اقتضت الضرورة فهو من حق الراعي وايًا كانت رعيته شعب أو خدم أو زوج أو أبناء (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فإن لم نستطع كل ذلك تأتي الدرجة الأخيرة فلا نتركن أضعف الإيمان (فإن لم يستطع فبقلبه). (وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان). والله من وراء القصد.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!