قناة الجزيرة .. عنصرية الصورة وحرية الصوت

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
mutsdal55@gmail.com
قناة الجزيرة .. عنصرية الصورة وحرية الصوت
* يقول أحد علماء الصحافة: (لقد كانت الصحافة لسنوات طويلة مؤسسة قوية كرست نفسها للدراسة النقدية لكل مؤسسة قوية أخرى في المجتمع فيما عدا نفسها).
* على خطى العبارة السابقة فكأنما قناة الجزيرة في قطر تطبقها تمامًا وذلك بإعتبار أنها مؤسسة قوية جدًا وهي تنتقد الجميع باستثناء نفسها.
* توضيح ذلك وفي بدايات تقديم نشرات الأخبار فيها فإنها قد قامت على أكتاف كبار المذيعين السودانيين من أمثال الزبير نايل لا أدري ماذا يعمل فيها الآن؟!
* تذكرت تلك البدايات المشرقة -خلال الأسبوع الماضي- أثناء المتابعة لصوتين فخيمين وإن اعتلت نبراتهما الحزن وهما للمذيعين لقمان همام وعبد الرحمن عجول.
* والصوتين تسمعهما فقط من خلف كواليس الشاشة في قراءة التقارير الخاصة بحادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي له من الله الرحمة والمغفرة والرضوان .
* أصوات شاهقة “تصدحان” بالتقارير الإخبارية فالنبرات قوية والمخارج سليمة والكلمات واضحة فيجملان فخامتها من حيث المباني والمعاني وجدارة الاهتمام.
* لتمنحهما ليس أذنك فقط بل المتابعة بكامل مشاعرك فلا تفلت من حديثهما ولو كلمة واحدة مما يكون له بالغ الأثر والتأثير في المتابعة والتفاعل والمناقشة لاحقًا.
* وهنا لا ننسى قائمة الابداع السوداني التي تطول في ذات القناة سواءً في القراءة والكتابة الإخبارية للمخضرمين الكبار من أمثال فوزي بشري ومحمد الكتبي وغيرهما.
* لكن بإرجاع الذاكرة للوراء وبمتابعة القناة لعشر سنوات مضت أو أكثر فكأنها تؤكد بلفظها لصورتهم بصورة عنصرية وإن لم تصرح بذلك وابقاءهم كمجرد أصوات فقط.
* ما يؤيد ذلك فكل المذيعين السودانيين صاروا أو بالأحرى حولوا للكتابة وإن ذهبوا بعيدًا فللقراءة ليمنحوا الموضوعات وقتها الحياة والتفاعلية والجاذبية كما أسلفنا.
* بالمقابل هذا يقود للإنصات بعمق للبحث عن بعض جماليات أصوات أصحاب البشرة البيضاء والمسموح لهم هم فقط بالظهور لقراءة نشرات الأخبار لا سواهم.
* بعيدًا عن أخطاء القراءة التي وقعت من بعضهم الا أنهم وقتها يجوزون لك أن تتخيل المعيدي شخصًا جميلًا لتردد حينها أن تشاهد المعيدي خيرًا من أن تسمعه.
* بينما أصحاب اللون الأسمر وأكثر تطرفًا الأسود لا يلتفت إليهم وبمواصفات أصواتهم التي ذكرنا كما أن صورتهم لا يتجاوزها القبول لتتمني مشاهدتهم والاستماع إليهم.
* للأسف وغير بعيد عن ذات القناة ففي شبكاتها المتحدثة باللغة “الإنجليزية” لا وجود لمعيار الظهور بأفضلية لون على آخر بينما ملتزم به في كافة قنواتها الناطقة العربية.
* على العكس تمامًا ففي “الإنجليزية” منها فكثيرًا ما تشاهد المذيع صاحب البشرة السوداء في “الأستوديو” وكرسي الأخبار بينما المراسل صاحب اللون الأبيض خارج المقر الرئيس.
* فهل القوانين داخل تلك البلدان ومتابعتها والتخوف من المساءلة والمحاسبة تلعب دورًا في تأكيد المساواة وتقديم الكفاءة ووضع الشخص المناسب في مكانه المناسب.
* أم أن “جمل” الجزيرة لا يشاهد اعوجاج رقبته ببياض شاشته واسوداد أصواتها وأنها تهتدي فيها بسياسة خاطئة قوامها من أبطأ به لونه فلن يسرع به صوته.
* عموما إذًا لا لاستبعاد واستعباد الصورة ومنح الحرية للصوت خاصة وأنها في كل كر معاركها الاعلامية ذات “التفحيط” السياسي العالي تنتصر بهؤلاء الملونين.
* فليتهم قالوا لهم ولغيرهم -وعلى طريقة أجدادهم- اقرأوا وأظهروا فأنتم أكفاء وقبلها أحرارًا ولا لعنترية “الحلب” و”الصر” فقط بكتابة أو قراءة تقارير الأخبار.
* وليكن ذلك منها على هدي أنها وبمثل ما تدافع وبشدة عن حرية حق التعبير للصحفيين والأموات منهم و”خاشقجي أنموذجًا”.
* فليتها أيضًا وللأحياء منهم والعاملون فيها تحديدًا تمنحهم حق الظهور بالصورة والصوت معًا على شاشاتها بلا تفرقة أو تمييز. والله من وراء القصد. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله ألا أنت استغفرك وأتوب إليك.
أرشيف الكاتب